منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 06 - 11 - 2021, 09:49 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

«افرحوا فى الرب كل حين»

الأنبا موسى


«افرحوا فى الرب كل حين» الأنبا موسى



تحدثنا فى الأسبوع الماضى عن الفرح وذكرنا أنه يوجد نوعان من الفرح: فرح العالم والفرح الحقيقى، وتحدثنا عن فرح العالم.. ونستكمل موضوعنا عن الفرح الحقيقى..
2- الفرح الحقيقى: هو الفرح الذى يتسم بما يلى:
أ- الثابت والدائم إلى الأبد.
ب- وهو الفرح بالرب المصدر الحقيقى.
ج- وهو بانتشار كلمة الله المقدسة، ووصولها إلى الكثيرين فى كل العالم.
د- وهو فرح حقيقى وعميق، يشمل الكيان الإنسانى كله: الروح تشبع، والعقل يستنير، والنفس تسعد، والجسد يصح، والعلاقات تنجح!!
وهذا الفرح الحقيقى هو ما يعطينا إلهنا العظيم، إذ يصير «هُوَ سَلاَمُنَا» (أف 14:2)، ومصدر أفراحنا «افْرَحُوا فِى الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ وَأَقُولُ أَيْضًا افْرَحُوا» (فيلبى 4:4).. من هنا كان فرحنا خالدًا بخلود الأبدية، وثابتًا بثبات إلهنا العظيم.
فرحنا الحقيقى إذن هو فرح بإلهنا العظيم:
1- ثابت.. بثبات الله.
2- كامل.. بكمال إلهنا. - خالد.. بخلود الأبدية.

فطوبى لمن اقتنى النعمة فى داخله، واقتنى معها الفرح الحقيقى!
معروف من بداية المسيحية، أنها عندما أخرجت الناس من الوثنية، إلى عبادة الله الحىّ، كان المصريون فى حالة فرح حقيقى، وارتسمت الابتسامة على وجوههم، حتى إن الوثنى الذى كان يرى صديقًا له بشوشًا ومبتسمًا يقول له: «ما الذى حدث؟ هل التقيت بمسيحى صباح اليوم؟!»... حيث كان الإنسان المؤمن دائمًا بشوشًا وفرحًا.
فمن أين أتت هذه الفرحة، فى حياة الإنسان المؤمن؟
ذكر السيد المسيح هذا المثل ليوضح فيه بعض مصادر أحزان وأفراح الإنسان، قَالَ: «إِنْسَانٌ كَانَ لَهُ ابْنَانِ. فَقَالَ أَصْغَرُهُمَا لأَبِيهِ: يَا أَبِى أَعْطِنِى الْقِسْمَ الَّذِى يُصِيبُنِى مِنَ الْمَالِ. فَقَسَمَ لَهُمَا مَعِيشَتَهُ. وَبَعْدَ أَيَّامٍ لَيْسَتْ بِكَثِيرَةٍ جَمَعَ الابْنُ الأَصْغَرُ كُلَّ شَيْءٍ وَسَافَرَ إِلَى كُورَةٍ بَعِيدَةٍ، وَهُنَاكَ بَذَّرَ مَالَهُ بِعَيْشٍ مُسْرِفٍ. فَلَمَّا أَنْفَقَ كُلَّ شَيْءٍ، حَدَثَ جُوعٌ شَدِيدٌ فِى تِلْكَ الْكُورَةِ، فَابْتَدَأَ يَحْتَاجُ. فَمَضَى وَالْتَصَقَ بِوَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ تِلْكَ الْكُورَةِ، فَأَرْسَلَهُ إِلَى حُقُولِهِ لِيَرْعَى خَنَازِيرَ. وَكَانَ يَشْتَهِى أَنْ يَمْلأَ بَطْنَهُ مِنَ الْخُرْنُوبِ الَّذِى كَانَتِ الْخَنَازِيرُ تَأْكُلُهُ. فَرَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ وَقَالَ: كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِى يَفْضُلُ عَنْهُ الْخُبْزُ، وَأَنَا أَهْلِكُ جُوعًا! أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِى وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِى، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا. اِجْعَلْنِى كَأَحَدِ أَجْرَاكَ. فَقَامَ وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ. وَإِذْ كَانَ لَمْ يَزَلْ بَعِيدًا رَآهُ أَبُوهُ، فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ. فَقَالَ لَهُ الابْنُ: يَا أَبِى، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا. فَقَالَ الأَبُ لِعَبِيدِهِ: أَخْرِجُوا الْحُلَّةَ الأُولَى وَأَلْبِسُوهُ، وَاجْعَلُوا خَاتَمًا فِى يَدِهِ، وَحِذَاءً فِى رِجْلَيْهِ، وَقَدِّمُوا الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ وَاذْبَحُوهُ فَنَأْكُلَ وَنَفْرَحَ، لأَنَّ ابْنِى هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالًّا فَوُجِدَ. فَابْتَدَأُوا يَفْرَحُونَ (لوقا11:15-17). إذن فالفرحة الأولى هى:
أولًا: فرحة التوبة والرجوع:
- وهل نجد من الخطيئة غير الألم والتعاسة؟!
- معروف علميًّا ونفسيًّا أنه بعد اقتراف الخطايا يشعر الإنسان بما يسمّى: بالإحساس بالذنب «Sense Of Guilt»، وهو مصطلح علمى معتمد، لأن الملاحظ دائمًا أن من يرتكب خطأ أو خطيئة، يفقد سلامه، ويحسّ بوخزات الضمير، وأنين الروح داخله، الذى يهدف إلى قيادته إلى التوبة!
والتوبة هنا تعنى، كما فى المثل:
1- الإحساس بالندم: أندم أنى أخطأت.
2- الإحساس بضرورة التوبة: أقوم.
3- وأهمية الاعتراف: وأذهب إلى بيت أبى.
4- الإقرار بالخطأ: أخطأت يا أبتاه، ولست مستحقًا أن أدعى لك ابنًا.
ثانيًا: فرحة العشرة:
لأن الابن الضال عاد إلى أبيه، وأدرك الأب أن ابنه كان جائعًا محرومًا حتى من خرنوب الخنازير، لهذا أمر الخدام قائلًا: «قَدِّمُوا الْعِجْلَ الْمُسَمَّنَ.. لأَنَّ ابْنِى هَذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالًّا فَوُجِدَ. فَابْتَدَأُوا يَفْرَحُونَ» (لو 23:15).. عاد الفرح إلى البيت، بعودة الابن الضال!
ثالثًا: فرحة الخدمة والعطاء:
وهذه فرحة عجيبة لأن وعد الرب صادق وأمين:
1- «النَّفْسُ السَّخِيَّةُ تُسَمَّنُ وَالْمُرْوِى هُوَ أَيْضًا يُرْوَى» (أم 25:11).
2- «مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ» (أعمال 35:20).
3- «أَعْطُوا تُعْطَوْا كَيْلًا جَيِّدًا مُلَبَّدًا مَهْزُوزًا فَائِضًا يُعْطُونَ فِى أَحْضَانِكُمْ» (لوقا 38:6).
وهذه معادلة إلهية عجيبة، أننا عندما نعطى الفقراء والمحتاجين يزداد ما لدينا ولا ينقص!! والزيادة هى من بركة الرب التى «تُغْنِى وَلاَ يَزِيدُ الرَّبُّ مَعَهَا تَعَبًا» (أمثال 22:10)..
أى أن البركات تزداد، دون زيادة فى التعب، مع أن القاعدة تقول:«No Gain Without Pain».. «لا مكسب بدون ألم».. لكن الأمور هنا اكتسبت طابعًا إلهيًّا.
والعطاء هو خروج من الذات إلى الآخر، ولا يقتصر على المال فقط، أو الاحتياجات المادية، ولكن ارتسام ابتسامة على وجه إنسان حزين أو مريض، يجلب المعطى والمعطى له سعادة، فسعداء هم الذين يزورون المستشفيات وبيوت الأيتام والمسنين والمرضى والأرامل والأيتام، والمعاقين، والعجزة والمساجين، والغرباء، والذين ليس لهم أحد يذكرهم.. فما أجمل أن نتعود على العطاء، ونعوِّد أولادنا على ذلك!!
أما الأنانية فتجلب الانحصار والحزن والضيق والقلق والخوف.
رابعًا: فرحة الاحتمال والرضا:
القناعة والرضا والاحتمال تجلب الفرح، وهذه معادلة إلهية عجيبة، فالمؤمن لا يفرح فقط بالاحتمال، بل بالآلام، فطوبى لمن يحتمل الآلام بشكر!!
- فالاتكال على الله والثقة فى تدابيره ومواعيده، وتسليم كل الحياة له، وقبول كل ما يسمح به بالشكر- أحد منابع الفرح. فالمؤمن يتيقن: «أن كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله» (روميه 8: 28).
خامسًا: فى النهاية فرح التطلُّع إلى الأبدية:
- فالأبدية والخلود هى النهاية السعيدة التى تتصاغر أمامها كل آلام وضيقات الزمان الحاضر، وفى هذا قال القديس بولس الرسول: «فَإِنِّى أَحْسِبُ أَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا» (روميه 8: 18).
- لذلك ففرق بين أفراح الحياة اليومية العادية، والفرح الإلهى الحقيقى!! الشامل، والدائم، بينما أفراح العالم: مزيفة، ومؤقتة، وجزئية.
نطلب من الرب أن يمنحنا فرحه الحقيقى، الذى يهدئ النفس، ويشبع الروح، وينير المستقبل، له كل المجد.


* أسقف الشباب العام
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
افرحوا في الرب كل حين وايضا اقول افرحوا بلغة الإشارة
عن الفرح المسيحي : افرحوا في الرب كل حين وأقول أيضاً افرحوا (في 4: 4)
افرحوا في الرب كل حين وأقول أيضاً افرحوا... الرب قريب. لا تهتموا بشيء بل في كل شيء بالصلاة والدعاء
الفرح فى الكتاب المقدس ( افرحوا في الرب كل حين و اقول أيضاً افرحوا . فيلبي 4 : 4 )
افرحوا فى الرب كل حين واقول ايضاً افرحوا | الفرح المسيحى


الساعة الآن 02:01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024