رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لنبن مدنًا حصينة لنبن هذه المدن ونحوّطها بأسوار وأبراج وأبواب وعوارض ما دامت الأرض أمامنا ... فبنوا ونجحوا. ( 2أخ 14: 7 ) يشهد الوحي عن آسا، هذه الشهادة الحسنة التي يرجوها كل قديس: «وَعَمِلَ آسَا مَا هُوَ صَالِحٌ وَمُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلهِهِ». ويمكننا أن نرى خطوات وصلت به إلى هذا؛ فهو: 1- طهر أرضه، إذ «نزع المذابح الغريبة والمرتفعات وَكَسَّرَ التَّمَاثِيلَ وَقَطَّعَ السَّوَارِي». وتلك هي البداية الصحيحة: أن نطهِّر حياتنا من كل ما لا يرضي الله فيها، ظَهَرَ أو بَطُنَ. 2- طلب الرب: «وَقَالَ لِيَهُوذَا أَنْ يَطْلبُوا الرَّبَّ إِلهَ آبَائِهِمْ»، فالعلاقة الشخصية الحميمة مع الرب، هي الطريق الأوحد إلى حياة مرضية عنده. 3- عمل، وعلَّم بالعمل، حسب الشَّرِيعَةِ وَالْوَصِيَّةِ. فمتى كان لكلمة الله سلطان في حياتنا، شكَّلت الحياة لمجد صاحب الكلمة، وقوَّمت الطريق ليصبح حسب قلبه. 4- مرة أخرى «نَزَعَ مِنْ كُلِّ مُدُنِ يَهُوذَا الْمُرتَفَعَاتِ وَتَمَاثِيلَ الشَّمْسِ». إن الرجوع إلى كلمة الله يقود إلى مزيد من التطهير، فما خفي من المرتفعات والتماثيل في الخطوة الأولى، ظهر في ضوء المكتوب. وما يمكن أن نستصغره فلا نراه يحتاج إلى تطهير، يظهر على حقيقته في ضوء كلمة الله. وإن ظننا أن حياتنا قد خَلت مما يحتاج إلى تطهير، فهلم بنا إلى كلمة الله في المقادس وسيتغير الوضع. 5- أما الخطوة الجديرة بالاعتبار فهي أنه «َبَنَى مُدُنًا حَصِينَةً فِي يَهُوذَا» في زمن لم تكن عليه حرب. وَقَالَ لِيَهُوذَا: «لِنَبْنِ هذِهِ الْمُدُنَ وَنُحَوِّطْهَا بِأَسْوَارٍ وَأَبْرَاجٍ وَأَبْوَابٍ وَعَوَارِضَ مَا دَامَتِ الأَرْضُ أَمَامَنَا». فليس معنى اختفاء الحروب الروحية للحظات، أنها قد انتهت، لذا ففي وقت الراحة علينا أن نستعد لهجمات متوقَّعة من عدو الخير. ولنا دروس من كلٍّ من التحصينات التي اتخذها آسا: فالأسوار: تفصل مَن بالمدينة عن العالم وأسلوب حياته. هذا هو الدرس الذي نحتاج تعلُّمه كل يوم إلى أن نفارق هذا العالم. والأبراج: تُستخدم للمراقبة والسهر على أمن المدينة من كل متسلل، لتقويض الخطر وهو بَعدُ بعيد. فلنمحِّص كل فكر قبل أن يتسلل داخلنا ليكون مبدأً، ولنفحص كل تصرف يبدر منا قبل أن يصبح عادة. والأبواب: تسمح بالتحكم في ما يدخل إلى الحياة. لنفحص كل ما يريد أن يدخل إلى حياتنا، ولا نسمح إلا للحَسَن بالدخول. والعوارض: تقوِي نقاط ضعيفة في الباب. ولكل منا نقاط ضعفه، علينا أن نطلب باستمرار من إلهنا وهو كفيل بتقويتها. |
|