هل كل القديس بولس الرسول متزوجًا أم بتولًا؟
سؤال: هل كان بولس متزوجًا أم بتولًا؟
سؤال آخر: هل يوجد في زمنا المعاصر عوائل تنتسب لبولس الرسول أم أن عقبه انقطع أو لم يتزوج ولم يخلف ذرية؟
سؤال آخر: يقول الإنجيليين (البروتستانت المعترضين) في إطار رفضهم للبتولية والرهبنة أن الشهيد بولس تزوج، ويستشهدون بعضويته في مجمع السنهدريم (مجمع اليهود).. ما رأيكم؟
الإجابة:
أولًا، الزوَّاج مُكَرَّم.. والبتولية مُكرَّمة بالأكثر.. وقد تعرَّضنا سابقًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت موضوع كرامة الزواج، مع أمثلة لقديسين وشهداء من المتزوجين في مقال آخر..
عضوية بولس الرسول في مجمع السنهدريم:
يقول القديس بولس عن نفسه: "رَبَيْتُ فِي هذِهِ الْمَدِينَةِ مُؤَدَّبًا عِنْدَ رِجْلَيْ غَمَالاَئِيلَ عَلَى تَحْقِيقِ النَّامُوسِ الأَبَوِيِّ" (سفر أعمال الرسل 22: 3)، ورأينا كيف قام مَنْ رجموا القديس استفانوس أنهم "خَلَعُوا ثِيَابَهُمْ عِنْدَ رِجْلَيْ شَابٍّ يُقَالُ لَهُ شَاوُلُ" (سفر أعمال الرسل 7: 58).. وبالتالي يتضح من جانب صِغَر سنه حينها، ومن جانب آخر أنه مجرد كان تلميذًا عند غمالائيل معلم الناموس (سفر أعمال الرسل 5: 34). فالشيوخ أو المعلمين هم كانوا المتزوجين، أما التلاميذ فلا يُفْرَض عليهم الزواج في تلمذتهم..
شهادة بولس الرسول عن نفسه أنه لم يكن متزوجًا:
هناك أكثر من شاهد حول رأي بولس الرسول في البتولية أنه يراها أفضل من الزواج، بخلاف قوله صراحةً بأنه لم يكن متزوجًا.. وبالتالي مدحه للبتولية يُظهر أنه كان يميل إليها بالأكثر.. فيقول بولس في أصحاح الزواج:
"لأَنِّي أُرِيدُ أَنْ يَكُونَ جَمِيعُ النَّاسِ كَمَا أَنَا" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 7: 7)
"وَلكِنْ أَقُولُ لِغَيْرِ الْمُتَزَوِّجِينَ وَلِلأَرَامِلِ، إِنَّهُ حَسَنٌ لَهُمْ إِذَا لَبِثُوا كَمَا أَنَا" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 7: 8)
".. وَلكِنَّ مِثْلَ هؤُلاَءِ يَكُونُ لَهُمْ ضِيقٌ فِي الْجَسَدِ. وَأَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُشْفِقُ عَلَيْكُمْ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 7: 28)
هذا عن شهادته لنفسه صراحةً أنه لم يكن متزوجًا.. أما باقي الأصحاح نفسه فكله مدح في البتولية وأهميتها وكيف تساعد في الخدمة والعلاقة مع الله أكثر، وكيف أنه "مَنْ زَوَّجَ فَحَسَنًا يَفْعَلُ، وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 7: 38)..
كما أنه في نفس الرسالة كرَّرها مرة أخرى، وقارَن نفسه ببطرس المتزوج: "أَلَعَلَّنَا لَيْسَ لَنَا سُلْطَانٌ أَنْ نَجُولَ بِأُخْتٍ زَوْجَةً كَبَاقِي الرُّسُلِ وَإِخْوَةِ الرَّبِّ وَصَفَا Cephas؟" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 9: 5).
ولو كان قد تزوَّج في مرحلة من مراحل حياته، فهو لم يكن متزوجًا وقت جولاته الكرازية كما قال، ربما بسبب موت الزوجة أو انفصالها عنه بعد الإيمان أو غيره.. ولكن هذا احتمال ضعيف، لأننا رأينا بولس الرسول يتحدَّث في تفاصيل حياته بصورة متكررة، وبالتالي من الصعب أن يهمل معلومة كهذا، أنه كان متزوجًا أو له أبناء.. وإن كان يدعو الله أنه يتمنى لو كان "مَحْرُومًا مِنَ الْمَسِيحِ لأَجْلِ إِخْوَتِي أَنْسِبَائِي حَسَبَ الْجَسَدِ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 9: 3).. فكيف يهمل الدعوة لزوجته أو أبناءه إن كان لديه..؟
وبالتالي، احتمال عضويته في المجمع التي تفرض عليه الزواج، ينهيها قوله صراحةً بأنه لم يكن متزوجًا. ففي الأغلب توقف بولس الرسول عند كونه تلميذًا في المجمع، قبل أن يتزوج كما هي العادة عند أعضاء مجمع السنهدريم Sanhedrin.. بخلاف أنه لم يقل صراحةً أنه عضو في المجمع نفسه.