رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إهتموا بالعطاء:
هناك شيء آخر يمكن أن تكسب به الناس وهو العطاء. تعطي على قدر ما تستطيع. وسأقول لكم على شيء بسيط. أتذكر أنه في عام 1954 كنت سأسافر على الإسكندرية ومن الإسكندرية على الدير لأصبح راهبًا. فجلست في الاستراحة حتى يأتي موعد القطار. فجاءني رجل يبيع بعض الأشياء فأخذت منه أحد الأشياء التي كان يبيعها، وعندما سألته عن ثمنها قال لي: 18 قرش! والقرش زمان كان شيئًا كبيرًا وكان محترم للغاية ويقتدر كثيرًا في فعله كصلاة القديسين فقلت له: هل من الممكن أن أعطيك ثمنها 20 قرش؟ فنظر إليَّ بسرور وأعطاني هذا الشيء وأعطاني أيضًا شيء آخر قد يزيد ثمنه عن الفرق الذي هو قرشين. أود أن أقول لكم أنه قد تكون قيمة القرشين بالنسبة لك لا شيء، لكن عندما تتركها لهذا الرجل، يفرح بها جدًا ويشعر أن قلبك شفوق وتكسبه. لكن معظم الناس اعتادت أن تفاصل في السعر وتقلل من ثمن الأشياء بينما المثل يقول "الحسنة المخفية في البيع والشراء" هذا مثل بسيط من العطاء الذي يستطيعه أي شخص. قصة أخرى أنني كنت مسافرًا في أحد المرات إلى أحد البلاد في أمريكا، وكان الناس يستقبلونني بحفاوة كبيرة وبعضهم أحضر باقات ورد وزهور. وكنت جالسًا في قاعة كبار الزوار لحين الذهاب، فأمسكت بباقة الورد وحللت رباطها ووزعت الورد على جميع الحاضرين من السفير حتى الشخص العادي حتى الأطفال فشعرت بسرور الجميع. لو كنت أخذت الورد معي كان سيذبل ويلقى في المهملات. لكنني استفدت به وتركت شعورًا بالسرور في نفس كل شخص عندما أهديت له وردة. فيجب أن يكتسب الشخص فضيلة العطاء، حيث يربح الناس ويكسبهم. إعطي على قدر استطاعتك وإذا لم تستطع إعطاء الكثير فأعطي على الأقل كلمة طيبة. فالكلمة الطيبة نوع من العطاء أيضًا يفرح بها الناس. أعطي ابتسامة، أعطي تشجيع، أعطي نصيحة، أي شيء. لكن من يستمع لشكوى الناس بلا مبالاة، أو الذي يستمع مثلًا لشخص وهو يشتكي مرضه دون أن يرد عليه ولو بكلمة طيبة أو كلمة دعاء أو كلمة بركة أو عطاء مادي إن أمكن (كأن تقول له خذ هذا الظرف واقرأه فيما بعد) كنوع من المشاركة الوجدانية.. لكن لا تعيش في جزيرة منفردة في المحيط لا علاقة لك بأي أرض أخرى. ويا ليتك في العطاء يكون لك عنصر المبادرة ولا تنتظر شكوى الناس. بل يجب أن تكون حساسًا تجاه احتياج الآخرين وتعطي من تلقاء نفسك. تريح الناس وتربح الناس عن طريق الكلام حيث يقول الكتاب "بكلامك تتبرر". فمجرد كلمة طيبة تكسب بها الناس. وهناك كلمة لطيفة قالها سليمان الحكيم في سفر الأمثال إصحاح 15: "الكلام اللين يصرف الغضب والكلام الموجع يهيج السخط". فأنت تستطيع كسب غيرك بمجرد كلمة وتجعله يهدأ عنك دون أن تخسر شيء. ولكن الكلام الموجع والشديد الذي تؤلم به غيرك يهيج السخط. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
التزام اللاويّين بالعطاء |
اهتم بالعطاء دون مقابل |
إهتموا ببيتكوا الأبدي إهتموا بالملكوت |
لو أنهُم إهتموا لأمرك |
بالعطاء يتم الاخذ |