منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 11 - 2021, 04:30 PM
الصورة الرمزية بشرى النهيسى
 
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بشرى النهيسى غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

البابا شنوده الثالث
الأنبا أنطونيوس كتلميذ يتعلم


مصادر معرفته:

ما مصادر المعرفة عند الأنبا أنطونيوس؟

وممن استقى تعليمه؟

فلا يمكن لشخص أن يرتقى إلى رتبة التعليم، ما لم يتعلم أولا ويتتلمذ ويفهم.

فأين تتلمذ القديس الأنبا أنطونيوس؟ وعلى يد من؟

كان الأنبا أنطونيوس يطلب المعرفة من كل مصدر:

وكانت هذه هي الصفة الأولى في تلمذته..

يطلب العلم من كل مصادره. لا يتعلم فقط من الأساتذة الكبار، وإنما من كل شيء، ومن كل أحد، ومن كل حادث، ومن كل شخص حتى لو كان خاطئًا..

* أول درس له، تعلمه من إنسان ميت:

وعجيب أن يتلقى أول درس له في الرهبنة، لا من إنسان حي، إنما من شخص ميت. وكان هذا الميت هو أبوه..

لما مات أبوه، نظر إلى جثمانه المسجى، وتعلم من هذا الموت شيئًا.. نظر إلى أبيه الميت، الذي كان يملك ثلاثمائة فدان من أجود أطيان قمن العروس ببني سو يف، وكان له غنى ونفوذ بين مواطنيه، وقال له:

[أين هي قوتك وعظمتك وسلطانك؟ أنت خرجت من العالم بغير إرادتك. ولكنني سأخرج منه بإرادتي، قبل أن يخرجوني كارها].

وهكذا تلقى أول درس في الموت عن العالم.

تأمل في ذلك الرجل الغنى العظيم، الذي كان يملأ الدنيا قوة وسلطة، وهو الآن بلا حراك، لا يملك حتى التصرف في جسده!

* أما الدرس الثاني، فأخذه من الإنجيل..

والأنبا أنطونيوس كان يسمع كلام الله في عمق، وكان جادا في سماعه. وكل كلمة يسمعها، كان يعتبر أنها موجهة إليه شخصيًا.. ففي إحدى المرات -وهو في الكنيسة- سمع قول الرب للشاب الغنى: "إن أردت أن تكون كاملا، أذهب بع كل مالك وأعطه للفقراء، وتعال اتبعني".

وكان أول من سمع هذا الكلام الإلهي شابا غنيا مثله سمع ومضى حزينا مع أنه سمع هذه الآية من فم الرب يسوع المسيح نفسه، من صوت السيد المسيح المملوء تأثيرًا وعمقًا وروحانية. ولكنه لم يتأثر ولم ينفذ، لأن محبة المال كانت في قلبه.

أما الأنبا أنطونيوس، فلما سمع هذه العبارة، وكان هو أيضا شابا غنيا، لم يمضى حزينا، وإنما مضى وباع ما له فعلا، وأعطاه للفقراء. أخذ الآمر الإلهي بطريقة جدية، لأنه كان يسير في حياته بهذا الأسلوب الجدي..

ولما بدأ يدبر الأمور، ويفكر كيف يصرف هذا المال، وكيف يدبر أيضا مستقبل أخته،، مضى إلى الكنيسة فسمع صوت الرب: "لا تهتموا بما للغد". فأعتبر هذا الكلام أيضا موجها إليه هو بالذات، وأسرع في الخروج من العالم.

بينما في أيامه، لم تكن هناك رهبنة بالمفهوم الحالي، والنظام الحالي، لأنه هو أول الرهبان.

كم مِن مرة نسمع نحن الآيات تقرأ علينا في الكنيسة، ولا نتأثر ونعمل مثلما تأثر بها الأنبا أنطونيوس وعمل..!

ولكنه كان إنسانًا يود أن يستفيد، ويعتبر أن كلام الله للعمل، وليس لمجرد السماع والمتعة الروحية به.

كان جادًا في سماعه، يحول كلام الله إلى حياة.

كان يعمل بقول الرب: "الكلام الذي أقوله لكم، هو روح وحياة". فكان يفهم الروح الذي في الكلام، ويحوله إلى حياة..

لقد تعلم درسه الأول في الرهبنة من موت أبيه.

وتعلَّم درسه الثاني من آيات الإنجيل التي سمعها.

فمن تعلم درسه الثالث إذن؟

تعلم درسه الثالث من القدوة الحسنة..

كان هناك بعض النساك يعيشون على حافة القرى. ففي أول خروج الأنبا أنطونيوس تعلم من هؤلاء النساك. ولم يشأ أن يكون مقلدًا لشخص معين منهم، وإنما أخذ من كل واحد شيئا: كان يتعلم من هذا الهدوء، ومن ذاك الوداعة والاتضاع، ومن ثالث الصمت، ومن رابع المداومة على الصلاة، ومن خامس النسك، ومن سادس السهر..

كان يبحث عن الشيء الفاضل في آي إنسان يقابله، ويتعلمه منه، دون أن يكون صورة طبق الأصل لشخص واحد بالذات.

* أما الدرس الرابع، الكبير، فتعلمه من امرأة مستهترة..

كان متوحدًا إلى جوار النهر، وإذا بامرأة لا حياء لها، قد جاءت إلى حيث كان ساكنا يتعبد. وبدأت تخلع ملابسها لتنزل إلى البحر لتستحم أمامه، وهى لا تخجل! أما هو فقد خجل، وأنبها قائلًا: [يا امرأة أما تستحين أن تتعرى أمامي وأنا رجل راهب؟!] فأجابته: [لو كنت راهبًا، لدخلت إلى الجبل في البرية الجوانية، لأن هذا المكان لا يصلح لِسُكْنَى الرهبان]! قالت ذلك، وهى تضحك منه باستهزاء..!

أما الأنبا أنطونيوس، فأخذ كلمة الاستهزاء هذه، بجدية، وقال: [حقًا هذا صوت الله لي على فم هذه المرأة].

وقام فعلًا، وترك ذلك المكان، شاعرا أنه لا يناسبه فعلا كراهب، ودخل أعماق الجبل، وكان دخوله بركة العالم.. حتى كلمة الاستهزاء والتهكم التي سمعها، أخذها بعمق وروحانية وتنفيذ. ولم يغضب بسببها، إنما أنتفع روحيا..

ويبدو أن نساء شريرات كثيرات، كن على غير قصد منهن، سبب بركة وتعليم لكثير من القديسين:

وكما يقول الكتاب أن الله يخرج من الجافي حلاوة (قض14: 14).

+ وقد رأينا كيف أن الأنبا أنطونيوس أنتفع روحيًّا من كلمة قالتها امرأة لا تستحي من أن تتعرى أمامه.

+ والقديس مقاريوس الكبير، كان سبب دخوله إلى البرية أيضًا، امرأة أخطأت مع شاب، وحملت منه، ولما أنكشف أمرها اتهمت هذا القديس المتوحد ظُلمًا. فأتى أهلها وأهانوه أشد إهانة وكلفوه بالعناية بها، ولما حان موعد ولادتها لأبنها، تعسرت ولادتها جدًا. وكادت تموت، فاعترفت بخطيئتها وظلمها لهذا القديس، فأتى الناس ليعتذروا إليه، فهرب من المجد الباطل، وترك تعبده على حافة القرية، ودخل إلى البرية.

+ امرأة خاطئة أخرى، قابلت القديس مار أفرام السرياني، والظاهر أنه كان جميل الصورة جدًا، فأخذت تتأمل جمال وجهه، وثبتت عينيها على وجهه، فخجل ولامها على ذلك، فقالت له.

[أنا امرأة، في الأصل مأخوذة من رجل، فمن الطبيعي أن أنظر إليك. أما أنت فرجل مأخوذ في الأصل من تراب، كان ينبغي أن تنظر إلى التراب الذي أخذت منه]..

فانتفع القديس مار أفرايم، وجعل وجهه في الأرض، وتركها ومضى، واستفاد من عدم حيائها..

وطبعًا لا يجوز أن تفعل النساء هكذا، معتمدات على منطق هذه المرأة! فإنها امرأة خاطئة، وليست مثالا.

عمومًا، آن الشخص الذي يريد أن يستفيد روحيا يمكنه أن يتخذ كل مصدر لفائدته، حتى المرأة الخاطئة. وكما يقول الكتاب: "كل شيء طاهر للطاهرين" (تى 1: 15).

إن ربنا يسوع المسيح علمنا أن نستفيد دروسًا روحية، من تأملنا لزنابق الحقل التي تلبس أعظم من سليمان في كل مجده، ومن طيور السماء التي لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع إلى مخازن، وأبونا السماوي يقوتها.

ولقد أعطانا دروسًا، من الزارع والبذار، ومن الحنطة والزوان، ومن الشباك والصيد، ومن الخميرة، ومن الابن الضال.

لأن مَنْ أراد أن ينتفع، يمكنه أن ينتفع.

ومَنْ له أذنان للسمع، سيسمع ما يقوله الروح للكنائس.

وعلى رأي أحد الآباء الروحيين، الذي قال: [تعلمت الصمت من الببغاء]. آي أنني لما رأيت تفاهة الثرثرة، تعلمت الصمت.

لقد تعلم القديس الأنبا أنطونيوس دروسه الأربعة: من جسد إنسان ميت، ومن آيات الإنجيل، ومن القدوة الصالحة، ومن صوت الله على فم امرأة خاطئة..

فماذا كان المصدر الثابت لتعليمه، ليس في الدرس الخامس فقط إنما في دروس عديدة؟

* لقد تعلم أيضًا من التأمل في الكتاب:

عيبنا في هذا الزمان أننا نقرأ كثيرًا، ولكن تأملنا قليل، لذلك لا ندخل إلى أعماق المكتوب..

أما الأنبا أنطونيوس، فلم تكن لديه كتب كثيرة مثلنا. كان راهبًا بسيطًا، من غير المعقول أن ينتقل في البرية من مكان إلى أخر وهو مثقل بأحمال من المخطوطات!
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
القديس أنطونيوس أعطى أم أخذ؟ البابا شنوده الثالث
الأنبا أنطونيوس المعلم البابا شنوده الثالث
الأنبا أنطونيوس المعلم (البابا شنوده الثالث)
✝مديح القديس الأنبا أنطونيوس✝ ✥نظم قداسة البابا شنوده الثالث ✥
الأنبا أنطونيوس كتلميذ يتعلم


الساعة الآن 01:55 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024