رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سؤال: هل الأشرار يعذبون الآن في الجحيم عذابًا فعليًا يشعرون به؟ أم أن الجحيم مكان إنتظار كما أن الفردوس مكان انتظار للأبرار..؟
الإجابة: العذاب الفعلي الحقيقي يكون بعد القيامة والدينونة. كما ورد في الإنجيل "تأتي ساعة يسمع فيها جميع الذين في القبور صوته. فيقوم الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة، والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة" (يو5: 28، 29). ولكنهم لا يذهبون بعد القيامة مباشرة، إلى الجزاء الأبدي، إنما لا بُدّ من الدينونة العامة قبل ذلك. في الدينونة العامة يقف الكل أمام الرب ليصدر حكمة. وفي ذلك يقول القديس بولس الرسول "لأنه لا بُدّ أننا جميعًا أمام كرسي المسيح، لينال كل واحد ما كان بالجسد ما صنع خيرًا كان أم شرًا" (2كو5: 10). وقد أعطانا الإنجيل صورة عن هذه الدينونة في (مت5: 31-46). حيث يقول " ومتى جاء ابن الإنسان في مجده، وجميع الملائكة القديسين معه، فحينئذ يجلس على كرسي مجده. ويجتمع أمامه الشعوب، فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء. فيقيم الخراف عن يمينه، والجداء عن يساره. ثم يقول الملك للذين عن يمينه: تعالوا إلى يا مباركي أبي، رثوا الملك المعد لكم منذ تأسيس العالم، لأني... ثم يقول أيضًا للذين عن اليسار: اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته، لأني.." (مت25: 31-42). وحينئذ، بعد هذه المحاكمة، يمضي هؤلاء إلى عذاب أبدي، والأبرار إلي حياة أبدية" (مت25: 46). إذن العذاب البدي، يكون بعد القيامة، والدينونة العامة... وعن هذه الدينونة يقول المصلي، في صلاة الستار بالأجبية: "يا رب إن دينونتك لمرهوبة: إذ تحشر الناس، وتقف الملائكة، وتفتح الأسفار وتتكشف الأعمال، وتفحص الأفكار. أية أدانه تكون إدانتي أنا المضبوط بالخطايا، من يطفئ لهيب النار عني، من يضئ ظلمتي إن لم ترحمني أنا يا رب... وقد تحدث سفر الرؤيا عن هذه الدينونة. حيث تحدث سفر الرؤيا عن هذه الدينونة. حث قال القديس يوحنا الرائي " ورأيت الأموات صغارًا وكبارًا واقفين أمام الله وانفتحت أسفار. وانفتح سفر آخر هو سفر الحياة. ودين الأموات بما هو مكتوب في الأسفار بحسب أعمالهم... وكل من لك يوجد مكتوبًا في سفر الحياة طرح في بحيرة النار" (رؤ20: 11-15)... هذه هي جهنم الأشرار. أما الجحيم فهو مكان انتظار لأرواح الأشرار. والعذاب الأبدي، يكون للجسد والروح معًا بعد القيامة. أما العذاب في الجحيم، إنما هو عذاب نفسي، من الخوف والقلق والاضطراب، إذ يتذكر الخاطئ كل خطاياه، التي لم يتب عنها. لأن كل الذين يموتون أبرار أو أشرارًا "أعمالهم تتبعهم" كما يقول الكتاب (رؤ14: 13). تقف أمامهم كل صور خطاياهم، عذابات جهنم، فهي في بحيرة النار والكبريت. تسبقها أحداث هامة هي: المجيء الثاني، والقيامة، والدينونة. |
|