منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01 - 11 - 2021, 10:58 PM
الصورة الرمزية بشرى النهيسى
 
بشرى النهيسى Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بشرى النهيسى غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 124929
تـاريخ التسجيـل : Oct 2021
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 25,619

البابا شنوده الثالث
النظرة البيضاء والنظرة السوداء



الحياة هي نفس الحياة بالنسبة إلي الكل، بحلوها ومرها.

وقد تتشابه الظروف الخارجية بالنسبة إلي كثيرين، ولكن انفعال البعض بها يختلف عن انفعال البعض الآخر. ونظرة كل من الفرقتين تختلف عن الآخر. والبعض له نظرة بيضاء والبعض الأخر له نظرة سوداء..

ولنأخذ مثالًا لذلك: المشاكل:


النظرة إلي المشكلة
لا يوجد أحد لا تصادفه مشاكل. كل إنسان له مشاكله.

ولكن البعض ينظر إلي المشكلة بنظرة سوداء، معقدة، كما لو كانت المشكلة بلا حل ولا مخرج، أو منفذ، كما لو كانت ألمًا، وضياعًا.

وقد صور داود المشاعر علي إنها حرب خارجية، فقال "كثيرون يقولن لنفسي ليس له خلاص بإلهه."(مز3). ولكنه لم يخضع لهذه الحرب، بل قال في رجاء "وأنت يا رب هو ناصري، مجدي ورافع رأسي".


وهذا يقودنا إلي النظرة البيضاء للمشكلة.

فيا يري الإنسان كل مشكلة لها حل، وان الأمر ليس خطيرًا وليس مستحيلًا. وأن الله لابد أن يتدخل في المشكلة ويحلها.

ووسط هذه المشاعر يضع أمامه قول الرسول "احسبوا كل فرح يا أخوتي، حينما تقعون في تجارب متنوعة" (يع2:1).

بالنظرة البيضاء يقابل المشكلة ليس فقط بأعصاب هادئة، وإنما بفرح شاعرًا إنه سينال بركة المشكلة، وما فيها من خبرة روحية، وكيف انه سوف يلمس يد الله العاملة معه. ويري كيف سيحلها الله.

المشكلة واحده، ولكن تختلف النظرة إليها والانفعال بها، ويختلف الـResponse.


مثل ضغط الدم، أو السكر، أو قد يصاب بعضهم بانهيار نفسي، أو بتعب في أعصابه، أو في نفسيته، أو قد يقع علي الأرض مشلولًا، أو يصاب بذبحة، أو بجلطة، أو بسكتة قلبية. كل ذلك حسب درجة انفعاله بالمشكلة، وحسب ضغطها عليه وشعوره، أنه قد انتهي ولا خلاص...!


أما صاحب النظرة البيضاء، فيمزجها بالإيمان والرجاء.

بإيمان يثق بوجود الله أثناء المشكلة، وبيد الله العاملة سواء رآها أو لم يرها. فلا يأبه للمشكلة، ولا عصره، ولا يسمح لها أن تضغط عليه.


إنه أكبر من المشكلة. أما صاحب النظرة السوداء، فالمشكلة أكبر منه.

صاحب النظرة السوداء، لا ينظر إلي ما في المشكلة من ألم ومن ضيق وتعب. ويقابلها بخوف وانزعاج. وقد تضغط علي تفكيره فيتوقف، ويترك الأمر إلي أعصابه المنهارة. وقد يصل به الأمر إلي اليأس، وربما إلي الانتحار، كما حدث ليهوذا.

القديس بطرس الرسول أنكر السيد المسيح، والرب نفسه قال "من ينكرني قدام الناس، أنكره أنا أيضًا قدام أب الذي في السموات" (مت33:10). ولكنه لم يدع اليأس يسيطر عليه. وأنتصر علي المشكلة بالتوبة والرجاء ومحبة الله...


النظرة إلي المادة
نتناول نظرة الإنسان إلي المادة، وإلي المال، وإلي الجسد.

إنسان ينظر إلي المادة،كأداة يخدم بها الله.

وإنسان آخر ينظر إليها، كوسيلة لخدمة شهواته.

والمادة هي نفس المادة، ولكن نوعية النظرة إليها، تحدد نوعية العلاقة بها، والتصرف معها. هل المادة تملكك، أم أنت تملكها؟ المال هو نفس المال. ولكنه في يد البعض يستخدمه للخير، وفي يد غيره يهلكه. لأن نظرة الواحد إليه غير نظرة الآخر..


نفس الوضع مع الجسد، هل تستخدمه لتمجيد الله وخدمته؟ أم تنظر إليه كأنه شر في ذاته، باستمرار يعثرك ويسقطك؟

شجرة معرفة الخير والشر كانت وسط الجنة، ويراها أبوانا ولا تعثرهما. فلما اختلفت النظرة إليها، كان السقوط.

لان حواء -بعد أن سمعت كلام الحية- فقدت نظرتها البسيطة، وتغيرت نظرتها إلي الشجرة، فإذا هي "جيدة للأكل، وبهجة لعيون، وشهية للنظر" (تك6:3). وبهده النظرة المتغيرة، وقعت في الشهوة وسقطت..

إذن لم تكن العثرة في الشجرة، إنما في نوع النظرة.


بين الشكر والتذمر
إنسان ينظر إلي الذي معه، فيرضي ويشكر.

وآخر ينظر إلي الذي ينقصه، فيشكو ويتذمر.

وقد يكون الاثنان في نفس الظروف ونفس الأوضاع.

فما هي نوع نظرتك أنت؟ هل إلي الذي معك، أم إلي الذي ينقصك؟!

كثير من الذين يتذمرون ويتعبون، لو أنهم نظروا إلي مات معهم، لوجدوا أنهم في خير، وقد أعطاهم الرب الكثير والكثير. ولكنهم لم ينظروا إلي الذي عندهم!

آدم وحواء كانت لهما الجنة بكل ما فيها.

ولكنهما نظرا إلي الشجرة الواحدة التي تنقصهما!!

وبهذه النظرة سقطا، علي الرغم من كل متعة الجنة.


ولهل من الأمثلة البارزة في نوعية هذه السقطة، الشيطان نفسه: كان الرب قد أعطاه الكثير: خلقه ملاكًا في منتهي البهاء، بطبيعة جميلة، ومن الرؤساء. وكان من رتبة الكاروبيم، ووصفه سفر حزقيال النبي بأنه الكاروب الْمُظَلِّلُ المنبسط (حز28: 14، 16)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ولكنه لم يقنع بما معه، ونظر إلي ما ينقصه، اي أن يرفه كرسيه فوق كواكب الله ويصير مثل العلي...! (أش14: 13، 14).

وهكذا سقط الشيطان. ترك رفعته إلي ما ينقصه. أن يصير مثل الله!!

وكثيرون من هذا النوع. ما أكثر النعم التي تحطم بهم، فلا ينظرون إليها، إنما ينظرون إلي شيء آخر ينقصهم! وإن حصلوا عليه لا يكتفون، بل ينظرون إلي مستوي أعلي وأبعد ينقصهم...

وقد يتذمرون وهم وضع يشتهيه غيرهم ولا يجده!

بنوع نظرة الإنسان يسعد نفسه، وبنوع نظرته يشقيها.

ليست الظروف الخارجية هي التي تتعبك، وإنما يتعبك أسلوبك في التفكير، نو نظرتك إلي الحياة..


النظرة إلي أعمال الآخرين
إنسان ينظر إلي الخير الذي في الناس ويمتدحهم

وإنسان آخر لا ينظر إلا إلي النقائص والعيوب.

هذا النوع له نظرة نقادة، لا يري الشيء الأسود. متخصص في رؤية العيوب حتى بالنسبة إلي شخص يمدحه الكل وهو موضع رضي الكل. ومع ذلل ما أسهل أن يجد فيه عيبًا ينقده!!

هذا النوع تخصصه أن ينتقد، ويعارض، ويتكلم بالسوء علي كل أحد، ولا يعجبه أي تصرف.. علي الأقل بالنسبة إلي شخص معين، أو إلي مجموعة معينة من الناس...


بينما السيد المسيح -حتى بالنسبة إلي المرأة السامرية الخاطئة- أمكنة أن يجد فيها شيئًا يمتدحها عليه.. فقال لها "حسنًا قلت.. هذا قلت بالصدق" (يو4: 17، 18). وحتى الشاب الغني الذي مضي حزينًا.. أثناء حديث الرب معه، وجد فيه شيئًا فاضلًا أنه يحفظ الوصايا منذ حداثته، فيقول الكتاب إنه "نظر إليه وأحبه" (مز21:10).


لو كانت لك النظرة البيضاء، ستري في كثيرين شيئًا يحب، وشيئًا يمتدح...

درب نفسك علي هذه النظرة. أي تنظر إلي محاسن الناس وليس إلي عيونهم. هناك نظرة واقعية، أن تري ما فيهم من محاسن ومن عيوب، ولكن أي النوعين له التأثير الأكبر عليك؟

الذي لا ينظر إلا إلى العيوب، قد تجده ساخطًا علي المجتمع كله.

لا يعجبه شيء.. كل ما يراه هو موضع انتقاد. وبعض الذين ينادون بالإصلاح، لا ينظرون إلا إلي السواد فقط.. ويحتار معهم كيف يرفضونهم.. هم باستمرار عدائيون Aggressive.. لا بد أن يجدوا شيئًا يهاجمونه. وأن لم يجدوا، يخترعون شيئًا يهاجمونه...

رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
حياة‏ ‏الفضيلة‏ ‏والبر‏ بقلم قداسة البابا شنودة النظرة البيضء والنظرة السوداء
النظرة البيضاء والنظرة السوداء – قداسة البابا شنودة الثالث
النظرة البيضاء والنظرة السوداء – قداسة البابا شنودة الثالث
النظرة البيضاء و السوداء
النظرة البيضاء والنظرة السوداء – قداسة البابا شنودة الثالث


الساعة الآن 07:43 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024