رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بدأ القديس يوحنا يكشف لصديقه سر هروبه من الأسقفية قائلًا(140): "لقد آن الوقت لكي ألقي بسري الخفي، قد لا يصدقني الكثيرون فيما أقول، لكنني مع ذلك لن أخجل من إعلان الحقيقة أمام العالم... منذ ذلك اليوم الذي ألقيت إلى دعوة الكهنوت، اهتز كياني كله وأصابني الفزع وخيمت على نفسي سحابة من الكآبة لأنني كلما تفكرت في مجد عروس المسيح وطهارتها وجمالها الروحي وحكمتها ولياقتها، ثم أقارن هذا بما لدي من نقائص أرثي لحالها ولحالي. ووسط حزن متصل وحيرة كنت أخاطب نفسي: من الذي أشار بهذا؟ وكيف تخطئ الكنيسة هذا الخطأ الجسيم؟ ولماذا تثير غضب الله حتى تقدم الدعوة لي أنا أحقر الناس جميعًا فتعاني عارًا هذا مقداره؟! وما زلت أردد هذه الأفكار في نفسي مرارًا، وإذ لم أستطع احتمال فكرة هذا الأمر المخيف استغرقت في ذهول وصمت غير قادر أن أسمع أو أري شيئًا. وحين كان هذا اليأس يفارقني أحيانًا تنساب دموعي ويتملكني قنوط، وبعد فيض من الدموع يستولى على الجزع من جديد ليزعجني ويربكني ويزعزع أفكاري. ووسط هذه الدوامة أمضيت أيامي السالفة وأنت لا تدري عن حالي شيئًا، وتظن أني أعيش في سكون وهدوء. إلا أنني أكشف لك القناع التي اجتاحت نفسي، عساك تصفح عني وتعدل عن اتهامك لي...". كانت نفسه ترتعب أمام ضخامة المسئولية، بماذا يجيب على كل نفس أمام الله في ذلك العجيب؟ فيقول: "لست أظن أن كثيرين من الأساقفة (والكهنة) يخطبون، بل بالحري أكثرهم يهلكون، بسبب أن أعمالهم تتطلب تعقلًا عظيمًا. |
|