ديانتنا ليست ديانة حزن ولا ديانة يأس. المصلوب أمامنا في كل حين، ولكننا لا نقف عند آلامه بل نتعداها إلى قيامته. نحن لا نحزن ولا نشقى كالذين لا رجاء لهم. فإن المسيح قد انتصر وهو غالب الخطيئة والموت. بالدرجة الأولى هو غالب الخطيئة في كل واحد منا، وإذا وصل كل منا إلى الفرح، هنا على الأرض، يكون منتصرا بدوره كالمسيح. لذلك لا ينبغي أن تستوقفنا أحزان العالم ولا شقاؤنا الشخصي، ولا أن نفكّر بخطيئة ارتكبناها، بل نتجاوز كل ذلك إلى قيامة المخلّص القادر وحده أن يُحيي الذين أَحبّوه.
رجاؤنا ان نحمله في نفوسنا، في الإنجيل، في القرابين التي نتغذّى بها. رجاؤنا في المحبة الإلهية التي انسكبت علينا وتنسكب في كل حين. من أجل ذلك افرحوا، وفي كل حين أيضا أقول افرحوا، لأن المخلّص هنا، لأنه حيّ في كل نفس من نفوسنا، لأنه يمحو كل خطيئة من خطايانا، لأنه يُنعشنا من بَعد حُزن ويُحيينا من بعد موت. ولتكن كل نفس كحاملات الطيب لنحس بأننا قياميون يوما بعد يوم إلى أن يأتي ربنا يسوع المسيح ليرفعنا اليه بمجد الله الآب.
جاورجيوس، مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)