رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
توما الرّسول، الّذي قالت فيه الأجيال المتعاقبة إنّه التّلميذ الشّاكّ، هو أوّل مَن شهد أنّ النّاهض من بين الأموات هو إيّاه ربّه وإلهه! البشريّة، بشريًّا، أعجز من أن تتخطّى حدود الشّكّ في ما لله، في كلّ حال! لذا إذا كان قد ورد في إنجيل يوحنّا أنّ توما هو الّذي شكّ، فقد ورد في إنجيل متّى أنّ بعض التّلاميذ شكّوا؛ فيما ورد، في إنجيلَي مرقص ولوقا أنّ كلّهم شكّوا. الأناجيل الأربعة لا تقف شهاداتها عند حدود البيان التّاريخيّ، بل تتخطّاها إلى عمق الواقع الكيانيّ البشريّ. هذا هو الإنسان! توما صورة معاشر النّاس. الشّكّ توأم النّفس البشريّة في سقوطها. وتوما تاريخ ونبوءة معًا! الكلمة الإلهيّة لها، دائمًا، بُعدُها، كحدَث تاريخيّ، لكنّ ما ترمي إليه، في المدى، هو إدخال البشريّة حَدَثًا إلهيًّا يتكشّف لها في التّاريخ المعيش، سواء على صعيد الشّخص أم على صعيد الجماعة. ما كان الشّكّ ليَظهر بالحدّة الّتي ظهر عليها إلاّ لأنّ الرّبّ الإله شاء، من ناحية، أن يبيِّن لنا محدوديّة الإنسان في مقاربة الإلهيّات، مهما تفتّحت قواه الطّبيعيّة. “ما هو الإنسان؟”، قال مرنِّم المزامير. ولكي تدركوا، متى تجلَّت فيكم نعمة الله واستبان حقّه، أنّ “ذلك ليس منكم. هو عطيّة الله. ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد…” (أفسس 2: 8 – 9)، من ناحية أخرى. على هذا، إذا كان الشّكّ من الإنسان، فاليقين الكيانيّ، “ربّي وإلهي”، هو من الله، ومنه وحده! الأرشمندريت توما (بيطار)، رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي – دوما |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
توما الشّاكّ أخرجه من جنبه حوّاءَ جديدةً، خليقةً جديدة |
توما الشّاكّ تجدّد بكلمة الرّبّ يسوع وروحه |
في أوّل الحياة |
من أوّل حرف |
أوّل يوم في السّماء |