رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اعتبر رئيس الكهنة أنّه خير أن يموت واحد عن الأمّة من أن تهلك الأمّة كلّها!. وإذ كان الشّعور العصبيّ محتدًّا، في صفوف الجموع، صرخوا: دمه علينا وعلى أولادنا!. نجح رؤساء الكهنة والكتبة والفرّيسيّون في تأليب الرّأي العامّ اليهوديّ على يسوع، بعدما كانوا قد أقرّوا بأنّ كلّ النّاس يتبعونه!. الّذين صرخوا لدى بيلاطس: اصلبه، اصلبه؛ ليس مستبعدًا أنّ قسمًا كبيرًا منهم سبق له، قبل أيّام، أن هتف للرّبّ يسوع: هوشعنا في الأعالي، مبارَك الآتي باسم الرّبّ!. للمشاعر القوميّة وقْع سِحريّ في الجماهير، بغضّ النّظر عن القناعات الشّخصيّة!. عرف رؤساء الكهنة، ومَن إليهم، كيف يحرّكون العصبيّة في الصّدور ويوظّفونها لصالحهم!. أعداء الأمس تلاقت مصالحهم فتحالفوا، فيما بينهم، على يسوع!. الصّدِّقيّون، الفرّيسيّون، الهيرودوسيّون… وبإزاء المصلحة القوميّة العليا(!)، تُعلَّق الخلافات إلى إشعار آخر، ويتحابّ النّاس مظهَرًا… إلى حين، طبعًا!. الباطنيّة، في التّعاطي، تبلغ الذّروة!. ولمّا كانت الوسيلة، لا سيّما في أمر بالغ الخطورة، كهذا الأمر، تبرّر الغاية، فقد ضغط اليهود الرّومان عن طريق التّظاهر الصّاخب أمام دار الولاية، وبإطلاق الشّعارات الكاذبة الّتي تُحرج الرّومان!. فجأة، اليهود، كارهو الرّومان، والرومان الحذرون من اليهود، اتّفقوا على يسوع!. اليهود أوهموا الرّومان أنّهم موالون لهم، والولاء قضيّتُهم!. قالوا: ليس لنا مَلك غير قيصر!. والرّومان لم يصدّقوهم، ولكنْ!…. لذا، بيلاطس، حفظًا للمصلحة العليا للدّولة(!)، بعدما غسل يديه وقال: أنا بريء من دم هذا الصّدّيق، تنازل عن دولة القانون، ودفع يسوع ليُصلَب، نزولاً عند رغبة الجماهير!. هو قال: لست أجد فيه علّة للموت، ومع ذلك دفعه للموت، حفظًا للنّظام، لئلاّ يصير شغْبٌ في الشّعب!. الأرشمندريت توما (بيطار)، رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي، دوما – لبنان |
|