رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قال الأريوسيين أن السيد المسيح كان خاضعًا للتغيُّر.. فهل كلامهم حق؟ ج: التغيرُّ صفة الإنسان والكون، فقد يتغير الإنسان للأفضل والأعظم والأجمل والأقوى، وقد يتغير للعكس من القوة للضعف للاضمحلال. أما الله الكامل فهو منزَّه عن التغيُّر.. لماذا؟ لأنه هو الكمال ذاته، وهو القوة ذاتها، وهو الجمال ذاته، وليس في حاجة للتطور للأفضل لأنه هو الأفضل والأكمل دائمًا وأبدًا، وأيضًا الله لا ينقضه شيئًا ولا يشوبه تغيّير بسبب الزمن " من قدم أسَّست الأرض والسموات هي عمل يديك. هي تبيد وأنت تبقى وكلها كثوب تبلى كرداء تُغيرهنَّ فتتغير. وأنت هو وسنوك لن تنتهي" (مز 102: 25 - 27) وإلى هذه الآيات أشار بولس الرسول في رسالته إلى العبرانيين (عب 1: 10 - 12) وقال الله على لسان ملاخي النبي " لأني أنا الرب لا أتغيَّر" (ملا 3: 6) وقال معلمنا يعقوب الرسول " أبي الأنوار الذي ليس عند تغييّر ولا ظل دوران" (يع 1: 17). ولأن السيد المسيح هو الإله المتأنس فهو لم ولن يتغيَّر قط " يسوع المسيح هو هو أمسًا واليوم وإلى لا بُد" (عب 13: 8)، وقال السيد المسيح لليهود "الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن" (يو 8: 58) فهو كائن منذ آلاف السنين بل قبل الزمن، لم ولن يتغيَّر، وكما إن كلام الله لا يتغيَّر " لا أنقض عهدي ولا أُغير ما خرج من شفتي" (مز 89: 34) هكذا كلام السيد المسيح الابن الكلمة لا يمكن أن يتغيَّر فهو القائل " السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول" (مت 24: 35). ويقول المؤرخ فيليب شاف " لم تنحرف غيرته إلى انفعال، ولا ثباته إلى عناد، ولا إحسانه إلى ضعف، ولا رقته إلى مجرد عواطف. لقد كان اجتماعيًا شديد المبالاة بالناس رغم إن روح العالم لم تسيطر عليه. كانت عظمته خالية من الكبرياء والجرأة، وتعلقه بالناس بعيدًا عن رفع التكليف الذي لا داعي له، وإنكاره لنفسه بدون كآبه، واعتداله بلا تزمت. لقد جمع براءة الأطفال بقوة الرجل، وحوى التعبد العميق لله مع الاهتمام الكامل بخير البشر. جمع بين الحب الرقيق للخطاة والقسوة الشديدة على الخطية. وجمع بين الوقار الآسر والتواضع الجذاب، جمع بين الشجاعة التي لا تخاف والحذر الحكيم، وحوى الحزم الذي لا يستسلم مع اللطف الجميل". (33)Mere Christianity, Macmillan) (G. S. Lewis, أما قول الأريوسيين والرد عليهم فنرجئه الآن. |
|