رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شعب اليهود وتغييب العقل ولكن رؤساء الكهنة والشيوخ حرَّضوا الجموع على أن يطلبوا باراباس ويُهلكوا يسوع ( مت 27: 20 ) حقًا عجيب للغاية أمر هذا الشعب، إنهم من شهور قلائل أرادوا أن يختطفوه ليجعلوه ملكًا! والآن يُخرجونه عنوةُ خارج الأسوار ليُصلب!! .. من شهور قلائل كانت بينهم مُناجاة ويتسائلون عن صلاحه، واليوم يجزمون بأنه مجدِّف يستحق الموت صلبًا! .. منذ بداية خدمته وإلى النهاية لم يكفوا عن الشهادة بأنه عمل كل شيء حسنًا، وبأنه لم يظهر في إسرائيل نظيره قطٌ، واليوم لشدة يقينهم من جُرمه، يعلنون تحمل تبعات سفك دمه، ليس فقط على أنفسهم بل وعلى أولادهم!! بل ولماذا نذهب بعيدًا لشهور، فمنذ أيام قلائل هتفوا له هتافًا ملكيًا، واستقبلوه استقبالاً أسطوريًا، معترفين أنه «ابن داود»! واليوم يصرخون بذات الحناجر والأفواه مُطالبين بقتله لأنه مجدِّف يستحق الصليب، مفضّلين عنه سارق ولص!! كيف ينقلب الحال هكذا؟ .. لقد ذهب العقل ولم يبق إلا الانفعال! ولماذا هذه الطاعة العمياء لرؤساء الدين الأشرار، وهم يعلمون جيدًا شر هؤلاء الرؤساء؟ لأن هذه هي رغبة قلوبهم الفاسدة، وهذا هو ضميرهم المشوَّه الذي يسلِّم مصيره الحاضر والأبدي لرجال الدين ليهرب من مواجهة الله، وليوهم نفسه أن كل شيء بينه وبين الله على ما يُرام طالما أنه على وفاق مع الوسطاء؟! إنه الهروب المُزري من استخدام العقل، والتبعية المُهينة لكل مَن ارتدى ثوب رجل الدين، إنه تسكيت الضمير الذي يلوم على خطايا وشرور مختلفة بجرعة مسكِّن من مخدر اسمه: ”طاعة رجال الدين“. عزيزي القارئ، هذا الشعب لم يكن حفنة من الرعاع استأجر رؤساء الكهنة حناجرهم ليصرخوا، بل هو شعب بأكمله تم تغييب عقله، لكن باختياره؛ فهم راغبون في رفض الدليل العقلي الدافع، والبرهان المنطقي الواضح، لغرض ما في قلوبهم الشريرة الفاسدة. إنهم، كما وصفهم بطرس في عِظته الشهيرة، جيل ملتوي ( أع 2: 40 ) أي غير مستقيم. أحبائي .. إن غيَّبنا العقل وتبعنا الناس، مهما كانوا هؤلاء الناس، فنحن نقف مع جمهرة طالبي إطلاق باراباس، نقف في صف مَن قتلوا المسيح، لا في صف مَن أكرموه. |
|