وأما هو فشَخَص إلى السماء وهو ممتلئ من الروح القدس،
فرأى مجد الله، ويسوع قائمًا عن يمين الله
( أع 7: 55 ، 56)
توجد حقيقتان تمتاز بهما المسيحية، وهما:
أولاً: وجود إنسان ممجد في السماء،
وثانيًا: سُكنى الله في الإنسان على الأرض. ولا شك أنهما حقيقتان خطيرتان مجيدتان خاصتان بالمسيحية دون سواها، ولم تُعرفا إلا بعد إتمام عمل الفداء وتبوء الفادي مكانه عن يمين عرش العظمة في السماوات.
وحينئذ شُوهد ولأول مرة إنسان على عرش الله. ويا له من منظر عجيب ونتيجة باهرة لعمل الفداء الكامل! فقد ظهر العدو في موقف الظافر المنتصر عندما طُرد الإنسان الأول من الجنة. ولكن هوذا الإنسان الثاني قد دخل السماء غالبًا وجلس على عرش الله الأزلي.
هذه الحقيقة العُظمى تقابلها حقيقة سُكنى الله «الروح القدس» في الإنسان على الأرض. وهما أمران لم يكونا معلومين في أزمنة العهد القديم.
إذ ماذا كان يعرف إبراهيم أو غيره من مشاهير القدماء، عن الإنسان الممجد في السماء؟ لا شيء.
وكيف يتسنى لهم ذلك ولم يكن الرب يسوع قد جلس هناك بعد. ولم يسكن الروح القدس في الإنسان على الأرض إلا بعد أن تمجد المسيح في السماء.