منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 22 - 10 - 2021, 01:01 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,003

إن هذا الإنسان الذي غطاه الغبار



إن هذا الإنسان الذي غطاه الغبار، ورعت فيه ديدان الشكوك والوساوس، وانفتحت في أعماقه أثلام، وعلقت بإرادته أصداف، وحفرت أخاديد، وتكسرت عظام، وصفرت ريح الموت، وولولت زوابع الفناء، هذا الإنسان الذي ترك الله ليعيش مستقلاً، ليكون إلهاً على الأرض كما يريد هو، لا كما يريد الله، وكما يجب أن يكون، راح يتخبط في ظلمات إرادته، ويدب في عالم بناه من حجارة شكوكه، وطين غروره، وفولاذ طمعه، فصار كلما ازداد ابتعاداً عن الله، زاد شقوة، وكلما طالت غربته، عمق أنينه وحنينه المغمور بلهيب الشوق الكاوي، وكلما حسب أنه قد وثب بفكره وثبة أوصلته إلى المعرفة، كلما أحس بلهيب الشوق الظامي إلى المعرفة يضطرم فيه، وكلما اعتقد أنه أمسك بناصية الحقيقة، كلما وجد أن السراب يتضاعف في الصحراء الواسعة الممتدة أمام باصرتيه، ويتضاعف الوجوم في عقله، ولكن الله الذي يحب صورته، ويحترم مشيئتها، ويقدس حريتها، لا يقبل أن تبقى صورته في هذه الحالة من العذاب الوجودي، إنه يريد أن يخلصها من سقطتها، ويفك عنها أغلالها، ويحررها من ظلماتها ليعيدها إلى مكانتها الأولى مزدانة بثوب الخلاص النير المعجون بدم المحبة الخلاقة المبدعة.



المطران الياس (معوّض)
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إقامة الإنسان الجديد المقدس بالدم عوض الإنسان القديم الذي تحطم
ابن الإنسان والله نفسه في الإنسان الذي أمام الله
أعظم موقف للحب عطاه ربنا للمرأة التى أمسكت فى ذات الفعل
ربنا حنين وكريم وسخى فى عطاه
الإنسان الذي يعرف خطاياه الخاصة أعظم من الإنسان الذي يقيم الموتى بصلواته


الساعة الآن 09:15 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024