تاريخيًّا، إبتدأ الصَّوم كانقطاع تامّ عن المأكل والشرب ثلاثة أيّام قبل الفصح، ثم اتَّسَعَ مع خبرةِ الكنيسة فصار أربعين يوماً. كان الموعوظون يتدرَّبُونَ خلالها على التَّعليم في سبيل المعموديَّة المقدَّسَة في الفصح. القانون 56 من المجمع الخامِس-سادس، مجمع تروللو (692)، يقول أنَّ الَّذي لا يصوم يُقْطَعُ من شركة الكنيسة. مع ذلك، لا يُمارَسُ اليوم هذا التَّأديب الصَّارِم. لكنَّ الكنيسة الأرثوذكسيَّة لا تزال تعتبرُ أنَّ الصَّومَ وجهٌ أساسيٌّ من وجوهِ الإنتماءِ إلى الإيمان، والَّذي يخالِفُ يخالِفُ على حسابِه الشَّخصيِّ أي يخسَرُ روحيًّا.
الـمُحِبُّ، في خبرةِ كلِّ إنسان، يعرفُ أنَّ عليه أن يمتنِعَ عن كلِّ شيءٍ يبعدُه عن محبوبِه. هذا يعني أنَّ الدافِعَ الأخيرَ للصَّوم هو عِشْقُنَا لله ومحبَّة القريب.
أفرام، مطران طرابلس والكورة وتوابعهما