هذان هما عنوانُ البشريّةِ!!…
ابنان خزنا في قلبَيهما ملءَ ثروةِ أبيهِما… الأكبرُ خزنَها مُقفلاً عليها حتّى نَتِنَتْ وصارَ يخافُ أن يعرفَ أيُّ إنسانٍ كم معه من أبيه… هكذا أفرغَ قلبَ أبيهِ من حبِّهِ الكبيرِ، من عطائِهِ، ولم يدركْ ولا مرّةً أنّ “الأبَ” هو “الله” وأنّه هو العبدُ الّذي لم يرضعْ حليبَ البرِّ وحبِّ الفقيرِ، بل تجاذبَ أموالَهُ مع عمّالِهِ، ليرثَ في قلبِهِ كلَّ مُلْكِ أبيه ولم يذبحِ العجلَ المسمّنَ ليُطعمَ عمّالَ الأرضِ… فالابنُ الأكبرُ لم يعِشْ حتّى خطيئةَ صباه، ليتعلّمَ ويُحسَّ حقارةَ نفسِهِ، دونيّتَها، بُخلَها، ونجاسةَ صمتِها… بل عاشَ حَسَدَها القاتلَ المسيحَ الّذي في أخيه وحتّى في الأبِ الإلهِ أبيهِ…
الأمّ مريم (زكّا)، رئيسة دير القدّيس يوحنّا المعمدان، دوما – لبنان