رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اليومَ وقفْتُ مسائلةً الإنسانَ… الأبَ!!… أين أمُّ الأولادِ في حكايةِ… ابنَيكَ؟!… هل ماتَتْ وهي تلدُ؟! أو ألغَتْ ذكرَها الشّريعةُ، فخبّأتْها في سرِّ الأبِ ونكرانِ الابنَين لوجودِها، يهربُ الابنُ الأصغرُ للتفلُّتِ، أو في سرِّ صمتِ الابنِ الأكبرِ الّذي طمرَ وزنةَ حبِّه، فَكَرِهَ نفسَهُ، تاليًا أباه، وأخيرًا أخاه وأمَّه؟!… أتتكمَّلُ قصّةُ “العائلةِ”، من دونِ غرفِ الأبِ من دمعِ أمِّهِ ورفيقةِ دربِهِ، لتُنجِبَ حوّاءُ الأولى، الحياةُ البكرُ الّتي سقطتْ بسماعِ صوتِ الحيّةِ مليكةِ الموتِ والشّيطانِ؟!؟… وإذ هربَتْ مطرودةً لتحيا سماعَها في الأرضِ الخارجةِ من الطّوفانِ، استقرّتْ في سماعٍ آخرَ!!!. في وشوشاتِ جسدِها، في ليلِها والنّهارِ، فصارَتْ أمًّا عروسًا لآلهةِ الزّنى أو سيّدةَ العقلِ والمنطقِ المحييها للموتِ وإثباتِ وجودِها في ولدَيها وهما غافلان عنها؟!… لماذا أسائلُ عن المرأةِ الأمِّ؟!… ما حقّي في إضافةِ عنصرِ حياةٍ أو كلمةٍ على ما لم يأتِ بذكرِهِ يسوع في بعض أمثالِهِ، كما في الفرّيسيّ والعشّار أو في مَثلِ زكّا؟! أو اليومَ في ومع الابنَين الشّاطرَين؟!. ثمّ صمَتَتْ روحي عن التّسآلِ… وغرِقْتُ في صمتٍ لا جوابَ فيه؟!. وإذ تحرّكَ الوعيُ في أحشاءِ قلبي وعيتُ: أنَّ الكنيسةَ لم تكنْ قد وُلدَتْ، لتُبثَقَ من جنبِ المسيحِ المطعونِ بحرابِ الشّيطانِ لقتلِهِ وقتلِها فيه… أو لأنَّ مريمَ العذراءَ والدةَ يسوعَ الإلهِ الكلمةِ، لم تكنْ بعدُ قد جمعَتْ كلَّ مريماتِ الأرضِ ليلدْنَ المسيحَ الطّفلَ المنتظرَ بالرّوح القدسِ، من رحمِ الإلهِ الإنسانِ المتجسِّدِ من بطنِ أمِّهِ مريمَ العذراءِ، لتولِدَ البشريّةُ كلُّها من رحمِ الحنانِ الإلهيِّ والعذريّةِ والطّهرِ، لا من رحمِ السّقوطِ. الأمّ مريم (زكّا)، رئيسة دير القدّيس يوحنّا المعمدان، دوما – لبنان |
|