قصة وعبرة من هذا الزمن : امنحنا الأمل

[walaa farouk]

عاشت اختان متحابتان في احدى المنازل حيث كانت الاخت الكبرى تهتم بأختها الصغيرة التي كانت تعاني من مرض عضال، وكانت الاخت الكبرى تعامل الاخت المريضة بكل لطف ومحبة، وتزرع في قلب اختها الامل المتواصل للشفاء، وفي احد الأيام حيث كان الاختان معتادتان على النظر من نافذة الكوخ الى الشجرة الكبيرة التي زرعاها مع والدهم منذ وقت طويل، وإثناء التأمل والنظر الى هذه ألشجرة، سألت الاخت الكبرى اختها ألصغيرة: "أتتذكرين هذه الشجرة عندما زرعناها انا وأنتي بحضور وألدنا؟".
فأجابت الاخت الصغيرة ألمريضة: "نعم انا اتذكر لقد مضى وقت طويل على ذلك، هاهي الشجرة قد كبرت،
ولكن كم ورقة على الشجرة؟".
فأجابت الأخت الكبرى بعين ملؤها الدمع: "لماذا تسألين يا عزيزتي؟".
أجابت الاخت المريضة : "لأني أعلم أن أيامي ستنتهي مع وقوع أخر ورقة من اوراق هذه الشجرة".
هنا ردت الأخت وهي تبتسم : "إذن سنستمتع بحياتنا ونفعل كل ما نريد لحين سقوط اخر ورقة من اوراق هذه الشجرة".
مرت الأيام والأيام والأخت المريضة تستمتع بحياتها مع أختها، تلهو وتلعب وتعيش أجمل ايام حياتها مشاركة المحبة مع اختها الكبرى.
تساقطت الأوراق تباعاً وبقيت ورقة واحدة وتلك المريضة تراقب من نافذتها هذه الورقة ظناً منها أنه في اليوم الذي ستسقط فيه الورقة ستنتهي حياتها بسبب مرضها العضال.
انقضي الخريف وبعده الشتاء ومرت السنة ولم تسقط هذه الورقة، واتى الصيف وبدئت الشجرة تكون براعم صغيرة لكي تحمل فوق هذه البراعم اوراق جدد، والفتاة سعيدة مع أختها وقد بدأت تستعيد عافيتها من جديد حتى شفيت تماماً من مرضها.
استطاعت أخيراً أن تقف على قدميها وتسير، فكان أول ما فعلته أنها ذهبت لترى معجزة الورقة التي لم تسقط عن الشجرة، فوجدتها ورقة شجر بلاستيكية مثبتة جيدا على الشجرة، فعادت إلى أختها مبتسمة وقالت: " أنا اعلم انك انتي من قام بوضع هذه الورقة البلاستيكية وتثبيتها بصورة جيدة، بعد ان سقطت كل اوراق الشجرة، فلماذا فعلتي ذلك؟".
فأجابت الاخت الكبرى: "أن الامل هو من ساعد على شفائك من مرضك هذا، وأنا فكرت ان هذه الورقة هي من ستبعث داخلك بصيص الأمل، وتمنحنا وقت اطول للعلاج والشفاء من المرض".
بصيص الأمل... كم واحد منا يحتاج الى الامل لكي يستعيد مزاولة حياته والفوز على التعاسة والشقاء.. نحن بمقدورنا ان نمنح كلمات الحب وان نشجع بكلام التشجيع كل التعساء والفاشلين، فيعودوا للمحاولة مرة اخرى، هذا ما فعلة فادينا الحبيب عندما منح التشجيع والأمل لكل انسان خاطئ، وساعده للعودة الى طريق الأب السماوي.
هب لي يا رب معايير السماء، فازرع بذور المحبة والأمل بقلوب أخوتي، وامنح بأعماقي الإنسان الروحي التقي لكي التقي معه في مجدك، يا من منحتني الامل وفتحت لي ذراعيك، ودعوتني الى بيت أبيك، كي اتقاسم معك وليمة الحب الأبدي.. امين