«لكَ النهار، ولك أيضًا الليل. أنتَ هيَّأتَ النور والشمس»
( مزمور 74: 16 )
ما أهدأ وأهنأ الليل في ستره! وما أبهى إشراق وجهه وسط عتمة الليل الرهيب، إذ يرتسم ثغره البسَّام الذي يفيض بالحنان ويهمس بالإعلان، ويبث في القلوب فرحًا وسلام! أَ لم يأمر تلاميذه الأحباء أن يسبقوه إلى العَبر، وهو يعلم أنهم سوف يقضوا ليلة ليلاء ويذوقوا فيها مُرّ العناء، لكي في الأخير يُعلن لهم أنه الإله القدير الذي له الليل، هو الذي كساه بالظلام ودعا الرياح العاصفة، ورفع الأمواج الهائجة المتلاطمة، لكي يستعرض ـ في الهزيع الرابع ـ قدرته وسلطانه ويُظهر أيضًا رحمته وحنانه؟!