رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القمص ميخائيل جرجس كاهن كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بسبرباى مـيــلاده: ولد القمص ميخائيل جرجس فى 18 يناير 1908 ببلدة سبرباى وهى قرية صغيرة بجوار مدينة طنطا ودعى اسمه حنين. كانت اسرته ميسورة الحال وكان والده محبا للكنيسة ملازما لها وكان على صلة وثيقة بكاهن الكنيسة القمص عبد الملاك والذى كان يرتبط به بصلة قرابة جسدية. وقد ارضعت الأم طفلها الايمان المستقيم منذ نعومة اظافره مما كان له عظيم الأثر فى حياته بعد ذلك. بعد أن أتم الطفل حينين تعليمه بمدرسة الأقباط بسبرباى بطنطا التحق بالعمل بوظيفة كتابية لدى أحد تجار الأقمشة والذى اختبر أمانته ووثق به وجعله متصرفا فى ماله بعدما شعر ببركة وجود حنين معه. أتاح له عمله القريب من كنيسة العذراء مريم بحى الصاغة بمدينة طنطا فرصة الاستزادة من العلم على يد المعلم (صالح) معلم هذه الكنيسة والذى كان بحق عالما فى اللغة القبطية واستاذا فى الألحان الكنسية والطقوس وعلوم الكنيسة فتتلمذ عليه . ثم نال أول درجات الشموسية ووجد القمص عبد الملاك فى شخص حنين معينا له فى خدمة الكنيسة والشعب وكان حنين يفتقد اقرانه ويعقد لهم الاجتماعات الروحية وحلقات دراسة الكتاب المقدس وكان فى معاملاته منكرا لذاته متمثلا بالرب يسوع وكان محبوبا من الجميع وكانوا يطلقون عليه (ابونا المنتظر). الى الدير : تاقت روحه الى الرهبنة فانطلق الى برية شيهيت وتوجه الى دير الأنبا بيشوى ثم الى دير السريان. وبالرغم من أنه لم يستكمل طريق الرهبنة الا أن هذه الفترة أثرت فى حياته الروحية واثرتها فعاش حياة الفقر الاختيارى والنسك، وظل حبه للدير ملازما له طول حياته وكلما وجد فرصة متاحة سارع لزيارة هذه الأماكن المقدسة ملتمسا بركة القديسين وأخذ المعونة لمواصلة اداء رسالته الرعوية. خدمة الكهنوت: خلال تواجده فى الدير وضع ذاته تحت يد اللـه العلى ومشورته الطاهرة من خلال صلوات أبيه الروحى وارشاده وقد كانت ارادة اللـه واضحة فى دعوته الى خدمة اخوته وأبناء قريته فى صورة كاهن لهم وقد تم ذلك باسلوب بسيط حيث طالب الشعب برسامته وتمت رسامته بالفعل على بيعة الملاك ميخائيل باسم شفيع البيعة "ميخائيل" وذلك فى 4 مايو 1939 بيد المتنيح الأنبا توماس ثم رقى الى رتبة القمصية فى عام 1941. الاقتران بالمذبح: كان والد زوجته هو المتنيح القمص جرجس بطرس كاهن كنيسة مارجرجس بجزيرة بدران وقد دعا القمص ميخائيل الى أن يخدم معه بالقاهرة وكانت زوجته تلح عليه فى قبول هذه الدعوة الا أن ابونا ميخائيل كان يرفض تماما مناقشة هذه الفكرة مرددا "أنا ابن الملاك ، لا يمكن اتركه". الا أن زوجته كانت دائما تلح عليه حتى تكون بجوار اسرتها بالقاهرة وحتى توفر لأبناءها حياة افضل حيث أن قرية سبرباى فى هذه الفترة لم يكن يتوفر فيها اساسيات الحياة من كهرباء ومياه نقية وشوارع مرصوفة ومواصلات سهلة وخدمات صحية ومدارس ثانوية وكانت تضع هذه الصورة باستمرار أمام ابونا وتحت الحاحها قال لها ابونا "أفكر". وفى المساء صلى وطلب ارشاد اللـه ونام فرأى حلما وهو انه بصدد الزواج من امرأة ثانية بخلاف زوجته وتوجه الى أحد محلات الصاغة لشراء شبكة ذهبية وفى ذات الوقت كانت زوجته الأولى تبكى وتنتحب فقام من نومه منزعجا وهو يصرخ "يارب ارحم, يارب ارحم، اللهم اجعله خير، انت فين يا أم مكارى.." فاستيقظت زوجته وسألته ماذا حدث فقص عليها الحلم فهدأت من روعه مرددة "خير ان شاء اللـه" وبعد أن هدأ جلست تفكر فى تفسير الحلم وفطنت الى أنه رسالة من السماء تكشف عن ان ارتباط الكاهن بالمذبح الذى سيم عليه هو كارتباط الرجل بالمرأة التى اقترن بها. وفى الصباح قالت له الزوجة "خلاص يا ابونا أنا غلطت، اياك أن تترك الملاك حتى لا تتركنى كما اننى سأحيا معك خادمة للملاك". التزام خاص : كان ابونا ميخائيل لا يبرح الكنيسة ليلة القداس الالهى بل كان يقضى الليل مع الشمامسة بالكنيسة فى الصلاة والتسبيح مع الراحة البسيطة فى حجرة المعمودية وقد أتاح له هذا الطقس اعلانات روحية عالية وبركات سمائية منها مشاركة الآباء السواح فى صلواتهم وكذلك رؤيتهم وخدمتهم. قربان السواح : خلال مبيت أبونا بالكنيسة مع الشمامسة فى حجرة المعمودية شعر بدخان كثيف يتصاعد بشدة من بيت لحم (مكان اعداد القربان) فاتجه اليها ليعرف ليعرف السبب ويتأكد مأن القرابنى مستيقظ ولما دخل بيت لحم وجد الفرن مشتعلا وعندما كشف لوح العجين تبين له أن صف القربان ناقص خمس قربانات فعرف أن أحد السواح قد حضر وأخذ القربانات الخمسة بعد تسويتها بالفرن لحاجتهم اليها وذلك لاقامة قداس خاص بهم، فقام بخبز القربان حتى لا يلاحظ أحد. مشاركة السواح: فى ليلة اخرى سمع ابونا صوت صلاة داخل الكنيسة بينما كانت الأبواب مغلقة لذا طلب الى الشمامسة عدم مغادرة حجرة المعمودية ودخل بمفرده الكنيسة حيث وجد صحن الكنيسة مملوء بالأباء السواح يصلون صلاة القداس وقد حضر معهم القداس بعد أن سمحوا له بذلك وبعد انتهاء القداس خرج الى ابناءه الشمامسة وصرفهم معتذرا لهم بأنه لن يستطيع اقامة القداس لظروف طارئة (حيث أنه تناول بقداس السواح). كان ابونا له عمق روحى كان يقول (المهم أن نصلى من القلب، ارفعوا قلوبكم الى اللـه وقولوا له "ياربى يسوع المسيح اعنى .." وهو سوف يعطيك النعمة والمعونة وتصلى صلاة مقبولة أمامه). كان يقف أمام اللـه يصلى من كل قلبه وبينه وبين اللـه صلة حقيقية دائمة وعلاقة قوية. قول لأبونا ميخائيل ادينى بركة: اعتاد أحد ابناءه بسبرباى زيارة البابا كيرلس السادس فى البطريركية القديمة كلما كان فى القاهرة. وفى احدى المرات وبعد أن صلى له قداسته قال له "روح دلوقت المحطة واركب القطار اللى رايح طنطا ولما توصل بيتكم ها تلاقى ابونا ميخائيل قاعد مع اولادك، قول له ادينى بركة يا ابونا هيطلع قربانة من جيبه ويديك بركة. وبالفعل نفذ الأخ كلام قداسة البابا ووجد ابونا جالس مع اولاده فطلب منه البركة فأخرج القمص ميخائيل قربانة من جيبه واعطاه نصفها وهو يردد "حاضر يا سيدى يا ابن سيدى، امرك يا سيدى يا ابن سيدى". رجل بناء: اهتم ابونا ميخائيل بانشاء مبنى جديد للضيافة كما قام بانشاء البوابة البحرية للكنيسة وتم تجديد الكنيسة فكان ابونا رجل بناء وتعمير. ربنا يعرف شغله: أوعز الشيطان صدر أحد الاشخاص وشقيقه حتى يمنع ابونا من انشاء البوابة الخارجية الجديدة والتى تقع بالناحية البحرية حيث انها تقع فى مواجهة باب منزلهما وقدما شكوى للعمدة طالبين وقف انشاء الباب الا أن العمدة رفض طلبهما وصرفهما بعد أن وبخهما بشدة محذرا اياهما من التعرض لأبونا أو لأحد العمال الا انهما لم يرتدعا وعملا بكل جهدهما على منع ابونا من انشاء هذه البوابة وقد حاول ابونا معهما كثيرا الا ان الرجلان اقسما بأنهما لن يسمحا له باقامة هذه البوابة طالما كانا على قيد الحياة، وازاء اصرارهما قال ابونا غاضبا "روحوا ربنا يعرف شغله معاكم" ولم تنقض الا ساعات قليلة وقبض عليهما فى تهمة سياسية حيث قضيا حتفهما فى المعتقل. خدمة الافتقاد : كان ابونا دائم الافتقاد لشعبه فى أى مكان دون كلل وكان لا يعطى راحة لجسده فمنذ الصباح الباكر الى المساء المتأخر كان يجول متكئا على عصاه مفتقدا شعبه وواجه ابونا صعوبات جمة إذ لم تكن وسائل المواصلات سهلة ومتوافرة فى ذلك الوقت فكان يقطع عدة كيلومترات ماشيا على الأقدام من اجل افتقاد اسرة ومما كان يسبب له بعض المشاكل حيث كان بعض الأولاد يحاولون الصياح وترديد بعض الكلمات غير اللائقة لكن اللـه اعطاه حكمة لاحتواء هذه المواقف فكان يوزع عليهم الحلوى (البنبونى) وهكذا اعتادوا أن يسرعوا اليه عند رؤيتهم له بفرح طالبين عطية المحبة. افتقاد الأرملة : ابلغ احد الشمامسة ابونا أن ارملة تقيم فى احد العزب التابعة لمركز قطور مريضة وترغب فى التناول وفى نهاية القداس فوجىء الشماس بأن ابونا ميخائيل يطلب منه أن يصطحبه لكى يناول هذه السيدة وحاول الشماس أن يثنيه عن الذهاب للأرملة المريضة لصعوبة الطريق وبعد المسافة طالبا من قدسه ارجاء الأمر لحين توفير وسيلة مواصلات خاصة حرصا على وقت وصحة ابونا الا أن ابونا أصر على موقفه وبالفعل توجها معا الى موقف السيارات وركبا موصلة عامة ثم اكملا الطريق سيرا على الاقدام مسافة 4 كيلومترات عبر طريق ترابى غير ممهد حتى وصلوا الى بيت الأرملة وقام ابونا بمناولتها وعادا معا. وقد استغرقت رحلة الذهاب والعودة اكثر من 5 ساعات وكان ابونا يردد طوال هذا الوقت صلاة ( ياربى يسوع المسيح..) وكان مسرورا من خدمته. حمامة سلام: اثناء سير ابونا فى الطريق فوجىء بشخص لا يعرفه يطلب منه بالحاح التوجه الى معه لأهل زوجته الغاضبة لكى يتوسط له فى الصلح وعودة امرأته معه الى بيتها خاصة انها على خلاف معه منذ عدة سنوات ولم يتردد ابونا فى اجابة طلبه وتوجها معا الى بيت أهل زوجته وبعد ان جلس ابونا نادى على الزوجة الغاضبة وطلب منها فى كلمات قليلة تجهيز شنطتها والعودة مع زوجها ودون نقاش نفذت الزوجة أمر ابونا ولم تبارح بيتها بعد ذلك. عشاء المحبة: ارادت اسرة فقيرة تزويج ابنها وكانت ظروفهم المادية صعبة ولا يملكون شيئا فقصدوا ابونا ميخائيل للقيام بصلاة الاكليل على اساس انه الشخص الذى يمكن أن يقوم بهذه الخدمة دون مقابل وايضا يدفع من جيبه مصاريف العقد. وبالفعل حضر ابونا واتم السر وعند انصرافه لاحظ حرج أهل العروسين لعدم تقديم أى شىء لأبونا حتى ولو كوب شربات عندئذ سأل ابونا العريس "امال فين عشاء العروسة" فأجابه "الحمد للـه يا ابونا ادى احنا اتجوزنا وكل حاجة تيجى على مهل فرد أبونا "لا لابد من ان تفرح عروستك" ومد يده فى جيبه وقدم مبلغ من المال للعريس قائلا "ابعت هات العشاء" وانصرف الى بلدته. فسمع الانبا توماس هذه القصة واراد أن يتحقق من مصداقيتها فاستدعى ابونا وتصنع الغضب وسأله بلهجة شديدة "كيف تترك بلدك يا ابونا وكنيستك وتحضر الى طنطا وتقوم بصلاة الاكليل؟" فأجاب "اخطأت سامحنى يا سيدنا، الناس دول قصدونى وألحوا على فى أن أقوم بصلاة الاكليل. فرد مستنكرا "لابد انك تقاضيت منهم مبلغا كبيرا مقابل حضورك وتعبك" فأجاب بهدؤ "صدقنى يا سيدنا لم اتقاضى مليم" فسأله "يبقى لازم شربت الشربات واتعشيت عشاء محترم." فأجاب "دول ناس غلابة يا سيدنا ممعهمش حاجة" فأجاب سيدنا "يبقى انت اللى جبت لهم العشاء". فصمت ابونا. هنا ابتسم الأنبا توماس وقال له" يا ابونا كده مش معقول بدل ما تاخذ فلوس تدفع من جيبك، ورح ربنا يسترها عليك دنيا واخرة ، صلى لى يا ابونا. مثال فريد: ارتبط احد ابناء سبرباى والذى كان يشغل منصبا سياسيا هاما فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر بعلاقة مودة واعزاز بالقمص ميخائيل حتى كان يعتبر نفسه ابنا له. يحرص عند حضوره الى سبرباى على زيارته فى بيته وطلب بركته وصلواته والاسترشاد برأيه وحكمته. وكان فى المناسبات الخاصة يحرص على دعوة ابونا ميخائيل وحضوره وكان يرسل لقداسته سيارة خاصة وسائق لاحضاره ومرافقته وكان يفرح بوجوده ويزيد فى اكرامه واحترامه ويدعو افراد اسرته كى ينال كل واحد منهم بركة ابونا ميخائيل وكان يردد امام ابنائه ومواطنيه "ابونا ميخائيل ده من رجال اللـه الصالحين وهو بركة كبيرة ووجوده بركة للمكان وللموجودين فيه" وكان عندما يواجه مشكلة يسارع بالاتصال بأبونا وطلب صلواته وكان الحل يأتى سريعا لذا كان يقول بأنه لا يشعر بالخوف والقلق طالما كان ابونا ميخائيل موجودا. جوانب من حياة ابونا ميخائيل : حياة الكفاف: عاش ابونا لا يمتلك شيئا ينفق كل ما يصل الى يدعه الى اخوة الرب إذ كان يعتبر نفسه مجرد وكيل لذا قدم مثالا نادرا فى حياة النسك والزهد. ارجع عن اللى بتفكر فيه : أشار أحد اقارب ابونا ميخائيل عليه أن يحتفظ بجزء من المال الذى يصل اليه لتغطية مصاريفه الاسرية خاصة ان اشخاص كثيرون كانوا يقولون له "خذ هذا المبلغ لك يا ابونا" أو "المبلغ ده عشانك يا ابونا" كما كان بيته مفتوح باستمرار للغرباء والمساكين وهذا يحتاج الى نفقات كثيرة تعجز موارده عن الايفاء به خاصة ان كل ما يصل الى يده ينفقه على اخوة الرب بينما اهل بيته كانوا يعيشون اقل من المستوى المعتاد. وكان ابونا يرفض مثل هذه الافكار مرددا "ان كان لنا قوت وكسوة فلنكتف بهما" الا ان هذا الشخص كان يكرر هذا الحديث باستمرار وفى ليلة استرجع ابونا هذا الحديث واخذ يفكر فيه وينال استحسانه وفى القداس الصباحى واثناء دورة البخور واثناء اعطائه السلام للعذراء امام ايقونتها على حجاب الهيكل وجد صورة العذراء تتجسم وام النور كملكة حقيقية جالسة على كرسيها فخضع امامها خاشعا وعندما رفع عينه نحو الملكة محييا شعر بأن السيدة العذراء متأثرة وغير منشرحة فسألها قائلا "هو انتى زعلانة يا سيتى ، هو انا زعلتك فى حاجة؟" فسمع الرد "أيوه يا ابونا ارجع عن اللى فبتفكر فيه" حينئذ انحنى امامها وبدمعة اجاب الملكة "حقك على يا ستى، انا غلطت سامحينى، وانا ها اسمع الكلام". وبعد القداس كان نادما على ما اعتراه من تفكير وعندما اقترب منه صاحب هذه الافكار وبدأ الحديث معه من جديد اجابه قائلا "كفاية يا فلان.. زعلت العذراء منى". الطعام: كان ابونا بسيطا فى طعامه مفضلا الاطعمة البسيطة لا يميل الى الطعام الفاخر. ذهب مرة الى بلدة ميت السودان لافتقاد ابناء الكنيسة بها إذ كانت تابعة لسبرباى وفى مدخل البلدة تقابل مع احد ابنائه من الاثرياء وبعد السلام قال لأبونا "ان شاء اللـه الغدا عندى يا ابونا".فقال ابونا "لتكن ارادة اللـه" ثم توجه لافتقاد شعبه وعند دخوله بيت احد الأرامل التى كانت تعولها الكنيسة وجدها جالسة لتأكل وامامها سلة خبز وطبق جبنة قديمة (مش) وسريس (نوع من الخضر تنمو بالحقول دون زراعة وتؤكل طازجة) فقالت له اتفضل يا ابونا كل معى فقال لها حاضر يا اختى واكل معها وشكرا اللـه. ثم حضر الرجل الغنى لدعوة ابونا لتناول الغداء فاعتذر له ابونا قائلا "انا جيت عند المقدسة وجدت ربنا محضر لى مائدة سمائية واكلت وشكرت اللـه .. انا جاى اشرب الشاى. وهكذا كان ابونا فى زهده يفضل الخبز الجاف عن الطعام الشهى. بصارة الخماسين: اعتاد ابونا على التردد على منزل احد احبائه فى طنطا وكان اهل البيت يحبون ابونا ويشعرون ان دخوله لمنزلهم دخولا للبركة والنعمة. وزارهم ابونا فى احد ايام الخماسين وفى الغذاء وضعوا امامه طعام فطارى فسأل ربة المنزل عن البصارة فأجابت "يا ابونا احنا فى الخماسين". الطعام لم ينقص: زار ابونا أحد الأسر وفى فترة الغداء دعته ربة الأسرة لتناول الغداء وكان الطعام يكفى بالكاد افراد الاسرة إذ كان من طبيخ سابق. وفى البداية وضعت الطعام امام ابونا الذى صلى وبارك ثم قامت بعد ذلك بتوزيع الطعام القليل وللعجب أكل الجميع وشبعوا وتبقى طعاما كثيرا يفوق فى كميته ما كان موجودا من قبل حتى أن اهل البيت تعجبوا وصاحت الأم "زى ما يكون الأكل زاد عن الأول". رجل اصوام: كان ابونا يلتزم بأصوام الكنيسة وكان خلالها ينقطع عن الطعام لساعة متأخرة من النهار – حتى الغروب – وعند افطاره كان يكتفى بقليل من الطعام كما كان لا يتعجل الافطار وكان يأكل بهدؤ. الملبس : كان ملبسه بسيط وبالرغم من زهده وعدم استعماله للملابس الفاخرة واستخدامه للملابس الخشنة الا أن رائحة ملابسه كانت لها رائحة زكية يستمتع بها الانسان كما كان يحس الناظر اليه بأن النعمة تكسوه بالجلال والبهاء بالرغم من بساطة مظهره. الفراجية الجيدة: قدم أحد له محبيه فراجية جديدة كهدية ليلبسها فى المناسبات والاعياد فقبل ابونا الهدية شاكرا. وفى احد المناسبات التالية وجد هذا الأخ ان ابونا يرتدى نفس الفراجية القديمة فسأله "امال فين يا ابونا الفراجية الجديدة؟" فأجابه "اعطيتها لكاهن فقير حضر للصلاة معى فى الكنيسة وكانت ملابسه ممزقة. فأجابه "يا ابونا حرام عليك هو فيه حد افقر منك؟". المسكن : بيت ابونا كان بسيطا فى مظهره واثاثه، ورثه عن ابائه واقام به هو واسرته واضطر الى تجديد بعض اجزاء منه واستمرت عملية التجديد 12 سنة لعدم توافر الامكانيات المالية. منزل فى السماء : لم يترك ابونا بعد وفاته اية عقارات أو اطيان أو اموال حيث كان حريصا ان يكون كنزه فى المساء. نصحه أحد اقاربه بهدم المبنى القديم وان يقيم بدلا منه بيت جديد يليق بمكانته فأجابه ابونا بمحبة "انا بنيت بيت فى السماء". فضائل فى حياة ابونا ميخائيل: كانت لأبونا ميخائيل الروح التى تشع على من حوله أينما كان وكان الجميع يشعرون بقداسته. كانت روحه معطرة بالمر واللبان بالتسابيح والصلوات والقداسات فكان رجل صلاة يصلى كل حين وكانت صلواته مقترنة بالأصوام، كما كان رجل عطاء عاكفا على اضافة الغرباء ، وكان الصمت والهدؤ فضيلتان متجسدتان فيه. كان لسانه عف، يخدم عن حب، كثير الاحتمال والتسامح. كان يصلى فى كل حين حيث كان يردد صلاة "يا ربى يسوع المسيح.." فى كل وفت. قداس السواح : أثناء عودة أبونا ميخائيل ليلا بعد افتقاده لبعض ابناءه فى مدينة طنطا وعند اقترابه من تبة (مكان مرتفع) قريب من مدخل سبرباى سمع أصوات التسابيح صادرة من تحت الأرض، وفى نفس الوقت انبعاث ضوء مبهر وعند اقترابه من مصدر التسابيح والنور وجد أمامه درج يتجه الى أسفل وعندما وضع قدميه على أول درجة من السلم شعر بيد تمسك بيده وتقوده الى داخل كنيسة متسعة مليئة بالأباء الشيوخ ذوى الحلل البيضاء وكانت وجوههم منيرة وكانوا يشغلون جميع اماكن الكنيسة الا انه كان يوجد مكانا شاغرا أمام الهيكل وقد خصص له فوقف فيه يتابع الصلوات الى نهاية القداس وعند نهاية القداس اشار اليه الكاهن الخادم واعطاه قربانة كاملة وبعض الهدايا الاخرى وباركه ثم صرفه بسلام. موقف آخر : قصد أحد ابناء ابونا بيته لطلب خاص فعرف انه فى الكنيسة فلما ذهب الى هناك وجد الكنيسة مغلقة لكنه سمع بداخلها اصوات صلاة وبعد فترة خرج ابونا بمفرده واغلق الكنيسة فأخبره ذلك الشخص "انا كنت سامع اصوات صلاة هو كان حد معاك يا ابونا بيصلى" فلم يجب ابونا بل سأله عن طلبه وسبب حضوره. رجل عطاء : - كان يوزع كل ما يصل الى يده على اخوة الرب حتى مرتبه ناسيا احتياجاته الشخصية واحتياجات اسرته وقد تكرر هذا الأمر مرات كثيرة الأمر الذى دعى زوجته "أم مكارى" أن تطلب منه المرتب فور استلامه أول كل شهر حتى تستطيع الوفاء بالتزامات الاسرة. |
|