أمثال السيد المسيح عن مجيء المسيح ثانية:
هناك ستة أمثال ترتبط بمجيء المسيح ثانية. وهناك أمثال سنذكرها في القسم التالي تتعلق بالدينونة التي ترتبط بمجيئه. ففي لو 12: 35- 38 يعلمنا الرب يسوع واجب مداومة الولاء والسهر في انتظار مجيئه. فكما يجب علي العبيد أن يكونوا مستعدين لمقابلة سيدهم في أي ساعة يرجع من العرش، هكذا يجب علي المؤمنين أن يكونوا علي استعداد دائم لمجيء المسيح في أي وقت. وفي مثل آخر علي اقتحام اللص للبيت، يقدم رسالة مشابهة (لو 12: 39و 40، مت 24: 43و 44)، إذ يجب علي صاحب البيت (المؤمن) أن يسهر لئلا يأتي الرب كلص في الليل بينما يكون هو نائمًا. ولإيضاح الموضوع أكثر من ذلك، يضع الرب يسوع المثل في صورة عبد في البيت ينتظر عوده سيده (مت 24: 45- 51، لو 12: 42- 46)، فبينما قد لا يكون مجيء اللص مؤكدًا، فليس ثمة شك في عودة السيد. ومثل البواب (مرقس 13: 34- 37) يحث علي السهر في انتظار عودة المسيح، فهذا المثل يفسر نفسه.
ويؤكد الرب يسوع أهمية الاستعداد لمجيئه، وللحياة الآتية في مثل الوكيل الظالم (لو 16: 1- 13). لقد ظهر الكثير من الصعوبات في تفسير هذا المثل، وذلك نتيجة التركيز علي تفسير تفاصيل لا أهمية لها. فالنقطة الرئيسية هي أن يسوع يريد أن يعلِّم تلاميذه أنه حتي الناس الأشرار- في جيلهم- أحسنوا استخدام الفرص للإعداد للمستقبل، ويستطيع المؤمنون أن يتعلموا درسًا من غير المؤمنين في هذا الخصوص، فمتي كانوا وكلاء أمناء الآن، فإنهم يكونون علي استعداد أن يعطوا حساب وكالتهم في نهاية خدمتهم.
وبينما كان المسيح في الأمثال السابقة يحث علي السهر في ضوء مجيئه ثانية، لأن الوقت غير محدد، فإنه أعطي بعض العلامات التي تدل علي اقتراب مجيئه. ففي مثل شجرة التين التي صارت غصنًا رخصًا وأخرجت أوراقها، يريد أن يقول لنا كما أن ظهور البراعم في شجرة التين يدل علي قدوم الصيف، فإن ظهور بعض العلامات يدل علي اقتراب مجيئه ثانية.