عيسى:ما تدوش ودانكم لحسان والحوينى ويعقوب

[Mary Naeem]

عيسى:ما تدوش ودانكم لحسان والحوينى ويعقوب

الاربعاء 15 اغسطس 2012 501 م

ابدي ابراهيم عيسي اندهاشه الشديد من اهتمام المصريون بقشور التدين والأفكار الوهابيه السلفيه التي تتخذ موقفا متطرف ضد الاجتهاد والمرأة والأقباط والديمقراطية وقاعدين يشدوا مصر الي الخلف وفي نفس الوقت يتركون فكر شخص مثل شيخ الجامع الازهر الدكتور احمد الطيب المستنير المنفتح التجديدي المتفاعل مع الواقع المتمسك بجوهر الدين والعقيدة.

وتساءل في برنامج "ابراهيم والناس" الذي تقدمه القاهرة والناس عن سر التأثير الكبير الذي يملكه شيوخ السلفية مثل محمد حسان وأبو اسحاق الحويني ومحمد حسين يعقوب علي الكثير والكثير من المصريين المنصتين الطائعين المصدقين في الوقت الذي لا يحظى فيه عالم جليل مثل الدكتور احمد الطيب شيخ الجامع الازهر بمثل هذه الشعبية او التأثير بين الناس.

وقال ان الفارق بين كلام الوعاظ حسان والحويني ويعقوب وغيرهم من دعاتنا ووعظنا وأفكار العلماء مثل الشيخ احمد الطيب هو الفارق بين ما يجعل مصر ترتقي بين الامم وتتقدم الي الامام بفكر الامام المستنير وبروح الازهر الشريف او تهبط في حفرة من حفر الارض.

وأضاف عندما اتأمل افكار وروي الشيخ الطيب اتحسر ان اجد الناس تاركة لأذنها لشيوخ ودعاه ووعاظ مثل حسان والحويني ويعقوب - بصرف النظر عن قيمتهم – وتترك افكار الشيخ الطيب .. وهو ما يدفعني الي التساؤل ايه هو السبب ليه الناس بتسمع للوعاظ والدعاة هؤلاء مع احترمنا ليهم جميعا وتقديرنا ولا يسمعون بنفس الاهمية ولا الرضا ولا الاهتمام ولا الجماهيريه شيخ الأزهر .. وهل يرجع ذلك الي ارتباط شيخ الازهر بالدولة؟ .. طب منذ متي كان الشيخ محمد حسان وكل دعاة السلفية مستقلين عن الدولة؟!!

وأوضح ان شيوخ السلف بارعين بلا شك ولديهم حرص ودأب وإخلاص لكن لا اتصور ان احدا اطلع علي كتاب او دراسة مستفيضة او بحث علمي موسع تأليف محمد حسان او الحويني او يعقوب او غيرهم، بينما الشيخ الطيب مؤلف مفكر له كتبه ودراساته وأبحاثه العلميه .. وأظن ان ذلك يشير الي ان الشفوي بدأ يكسب التحريري بمعني ان من يظهر في التليفزيون والندوات والجوامع والاحتفالات والأمسيات والبرامج والفضائيات والخطب هو اللي يكسب فالناس اصبحت تسمع ولا تقرأ والناس تتأثر بالوعظ ولا تفكر.

وعن الداعي لهذه المقارنة قال اظن انها ضرورية رغم انها قد تغضب الطرفان الكريمان الدعاة السلفيين والشيخ الطيب رغم تأكيدي وإلحاحي وتصميمي علي هذا التأكيد علي احترامي وتقديري لكل الاطراف. لكن هناك معركة حقيقيه بين ما يبثه ويذيعه الدكتور الطيب في عقول المصريين وبين ما يذيعه دعاه ووعاظ السلفيين الذين يقدمون الدين شعائر وطقوسا وشكلا جامدا ثابتا وإتباع للسلف دون اجتهاد او تجديد بل ويشنون حربا دعائية سوداء ضد التجديد ويصوروا لجمهور كبير من المسلمين ان التقدم في العوده الي عصور السلف