13 - 10 - 2021, 06:15 PM
|
|
|
..::| VIP |::..
|
|
|
|
|
|
القمص أثناسيوس فهمي جورج
- مريم المجدلية بعد صعود المسيح
لاشك أن مريم المجدلية كانت مع النسوة (أع 14:1) اللائي اجتمعن مع الرسل في العلية من أجل الصلاة والتضرع وانتظار حلول الروح القدس المعزى، فنالت مواهب الروح القدس، وبشرت مع التلاميذ وردت نساء كثيرات إلى الإيمان بالمسيح.
وقيل في التقليد أن مريم المجدلية تبعت القديس يوحنا الحبيب إلى أفسس حيث تنيحت ودفنت في أحد الكهوف، وقيل أن رفاتها أخذت من هناك مع رفات التلميذ اللاهوتي الذي كان يسوع يحبه.
وأنها بقيت تمارس حياة التقوى والجهاد والشهادة في أورشليم بعد صعود الرب، وورد في كتاب الحياة الرسولية للقديسة مريم المجدلية.
إن مريم المجدلية أبحرت من فلسطين إلى فرنسا، وعاشت حياة الصلاة والتكريس في أطراف مدينة Baune إلا أن رفاتها سرقت وتنقلت من مكان إلى آخر، وله كنيسة في شمال فرنسا تعتبر واحدة من أمجاد العمارة القوطية، وبنيت كنائس على اسمها في فيزلاى.
ويروى التقليد أن الرسل أقاموها شماسة لتعليم النساء وللمساعدة في تعميدهن، وقد نالها من اليهود تعييرات وإهانات كثيرة، وظلت قائمة بخدمة التلاميذ إلى أن تنيحت بسلام في 28 أبيب.
تلك هي القديسة مريم المجدلية التي عاشت في إيمان يتزايد على مدى عمرها كله، ينمو في ملء الطاعة والتسليم والتبعية والتلمذة الحقيقية في رجاء وجهاد ومحبة نحو الله العامل فينا وبنا، تقدم أعمالًا سمائية متلألئة، بتدبير داخلي مملوء حكمة، تسلك في جدة الحياة في الطريق الملوكي، تطلب ما هو فوق حيث المسيح جالس، مستترة مع المسيح في الله، وستظهر معه في المجد الأبدي.
تنيحت بسلام منتصرة في الأبدية، متوجة بزهور الحكمة، مكللة بنباتات الأبدية المشرقة التي لا تذبل مسبحة في خورس السمائيين، واقفة في حضرة الملك غير المبتدئ الأبدي حاملة لمصباح ذي أنوار، معلنة النعمة الجديدة التي للكنيسة المقامة مع كل أرواح الأبرار المكملين، تابعة للرب ومعه أينما يكون في معيته الإلهية حيث المجد الأبدي والملكوت العتيد، في المراعى الحقيقية التي اشتاقت إليها، حيث مجد إلهنا وحيث لا تقف أمامه خليقة صامتة.
|