رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيّ وأنا فيه". *يقوت المسيح كنيسته بهذه الأسرار، فبهذه يتقوى جوهر النفس... لهذا فإن الكنيسة أيضًا إذ تنظر نعمة عظيمة كهذه تحث أبناءها وأصدقاءها أن يأتوا معًا إلى الأسرار، قائلة:"كلوا يا أصدقاء، وأشربوا، نعم اشربوا يا اخوة بفيض" (نش 5:1). ما نأكله وما نشربه قد أوضحه الروح في موضع آخر قائلًا: "ذوقوا وانظروا فإن الرب صالح، طوبى للرجل الذي يصنع رجاءه فيه" (مز 34:8). في هذا السرّ المسيح إذ هو جسد المسيح، لذلك فهو ليس بالطعام الجسماني بل الروحي... ذاك الطعام كما يسجل النبي يقوي قلوبنا، وهذا الشراب يبهج قلب الإنسان (مز 104:15). القديس أمبروسيوس *يا له من تنازل مهيب! الخالق يعطي ذاته لخليقته لأجل بهجتهم. يعطي الحياة نفسه للقابلين للموت، كطعامٍ وشرابٍ، فيحثنا: "تعالوا كلوا جسدي وأشربوا الخمر الذي مزجته لكم. أعددت نفسي طعامًا. مزجت نفسي لمن يرغبونني. بإرادتي صرت جسدًا، صرت شريكًا لجسدكم، وأنا حبة الحنطة الواهبة الحياة، أنا هو خبز الحياة. اشربوا الخمر الذي مزجته لكم فإني مشرب الخلود، أنا الكرمة الحقيقية (يو15: 1)، اشربوا الخمر الذي مزجته لكم (أم 9:5) *أقل كمية من البركة (الإفخارستيا) تخلط جسمنا كله معها، وتملأ بفعلها المقتدر. هكذا جاء المسيح ليكون فينا ونحن أيضًا فيه. القديس كيرلس الكبير *في هذه الأيام يطعمكم المعلمون، يطعمكم المسيح يوميًا. مائدته دائمًا معدة أمامكم. لماذا إنكم ترون أيها السامعون المائدة ولا تأتون إلى الوليمة...؟ ما يقوله الرب يعرفه المؤمنون حسنًا. أما أنت أيها الموعوظ المدعو سامعًا فأنت أصم. فإنك تفتح أذني الجسم، متطلعا أنك تسمع الكلمات التي قيلت، لكن أذني قلبك مغلقتان، إذ لا تفهم ما يُقال... هوذا عيد القيامة على الأبواب، قدم اسمك للعماد... لكي تفهم معني: "من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيَّ وأنا فيه" . *كيف يلزمنا أن نفهمه؟ هل تشمل هذه الكلمات ("من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيّ وأنا فيه")حتى أولئك الذين قال عنهم الرسول: "يأكلون ويشربون دينونة لأنفسهم" (1 كو 11: 29) عندما يأكلون هذا الجسد ويشربون هذا الدم؟ هل يهوذا الذي باع سيده وخانه (مع أن لوقا الإنجيلي يعلن بكل وضوح أنه أكل وشرب مع بقية تلاميذه سرّ جسده ودمه الأول بيدي الرب) هل ثبت في المسيح والمسيح فيه؟ هل كثيرون من الذين يتناولون ذاك الجسد ويشربون ذاك الدم في رياء أو الذين بعد تناولهم من الجسد والدم يرتدون يثبتون في المسيح والمسيح فيهم؟ القديس أغسطينوس |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حلول المسيح وسط كنيسته |
المسيح مات لأجل كنيسته |
أخذ في معصرة عنب في جسده (المسيح)، أي في كنيسته |
المسيح يقوت الفقير |
لقد أنشأ الرب الأسرار ومنحها لتلاميذه ليوزعونها في كنيسته لا بذواتهم |