مُسمار يضيًّع مملكة ( القديسة ثيؤدورا التائبة )

[walaa farouk]

مُسمار يضيًّع مملكة 🕍 !!

في قول مشهور في رواية بيقول :
" إنه بسبب مسمار .. ضاعت حدوة الحُصان..
وبسبب الحصان .. ضاع الفارس ..
وبسبب الفارس .. ضاعت المعركة ..
وبسبب المعركة .. ضاعت الحرب وخسرنا المملكة 👑 "
ومن هنا جات فكرة إنه مسمار ممكن يضيع مملكة كاملة .
**********************************************

- ثيؤدورا شابة إسكندرانية بتعيش في القرن الخامس الميلادي ..
ثيؤدورا وعريسها من نفس البيئة الإجتماعية
عائلات غنية في المال،والجمال ..
ومع المال والجمال في العصر ده
كان من "العادي" انه يكون في حفلات وولائم 🎭
كنوع من أنواع الوجاهة والتواصل الإجتماعي ..
حفلات شبه منتظمه ..عمل ومسئوليات قليله ..
بالإجمال .. طريق واسع .. وطريقة حياة مرحرحه ومريحة ..

- شاب تاني من نفس البيئة الإجتماعية .. غني وحياته مرحرحه
بالتدريج بدأ يتقرب من ثيؤدورا في الحفلات دي ..
بعد ما أظهر ليها هي وجوزها كمْ كبير من المحبة الأخوية
اللي زودت العلاقة بينهم وقربتهم أكتر ..
وبمرور الوقت وبكترة الحفلات "العادية"
إعترف الشاب ده بحبه لثيؤدورا وإن حياته من غيرها لا تُطاق ..
ثيؤدوا صدته وإنتهرته .. وبس كده 😕..وسابت الباب موارب ..
ومهتمش بالمسمار اللي هيضيع مملكتها ويشقلب حياتها .

إستمرت الحفلات "العادية" وإستمر حضور الشاب ده فيها ..
وإستمر التهاون والتراخي من ثيؤدورا
وإستمر غياب الزوج عن التواجد والمواجده 👩‍❤️‍💋‍👨 ..
لحد ما جه اليوم اللي سقطت فيه ثيؤدورا في الزنا وكسرت عهد الزواج المقدس .

- البيت اللي كان مليان ضحك وحفلات وولائم ..
أصبحت فيه وحيدة وتعيسة ومُعذبة الضمير ..
ندم وحزن ويأس وشعور بالخيانة وعدم الإستحقاق ..

ثيؤدورا تحت ضغط كل ده إعترفت بخيانتها وخطيتها لجوزها ..
اللي صدمته في مراته وصديقه كانت أكبر من إستيعابه ..
في لحظة توبة منها وتبكيت من صوت الله في ضميرها ..
أدركت خطورة الطريق الواسع والعيشه المرحرحه
قصت شعرها وقررت تقضي الباقي من حياتها في توبة في دير للرهبان
هربت بعد ما تنكرت في ملابس رجالي
وغيرت إسمها من ثيؤدورا لـ ثيؤدور (تادرس)..

حياة جديدة في دير الأناطون (في موقع الدخيله حالياً)
توبة وتقشف وتدقيق وصلاة ومسئوليات
يعني بالإجمال : كل ما هو ضد حياتها الأولي ..

لتقوي الراهب ثيؤدور /تادرس في حياته الجديده ..
وأمانته في اداء المهمات اللي كان رئيس الدير بيوزعها عليه ..
بعته رئيس الدير مع جَمل (ده اللي بيظهر وراها في الأيقونة)
عشان يشتري بعض إحتياجات ومؤن الدير من العالم ..
في نفس الوقت .. جوزها كان بيدور عليها بكل إجتهاد..
فتصادف مرورهم بجوار كنيسة البابا بطرس خاتم الشهدا ..
لكنه معرفهاش وشاف فيها .. مجرد راهب بسيط بيقود بعض الجِمال..
هي عرفته والقت عليه التحية وكملت في طريقها وحياتها الجديده .

توبتها الصادقه وطلبتها المستمره لمراحم الله
زودت عليها شكاية عدو الخير وكاره القداسة ..
وجهَ سهامهُ ناحيتها .. وحّبكْ عليها كماشه جديدة ..

قصة متكرره لكنها فعالة !!
فتاة سيئة السمعة تخطئ مع شاب وتحمل منه ..
فتلزَّق التهمه للراهب تادرس إنه هو اللي أفسد عفتها
في مرة من المرات اللي كان بينزل فيها مع الجمال يشتري مؤن الدير.

افتراءات واهانة لفظية وجسدية بيتلقاها الراهب تادرس
اللي قرر انه يصمت ويعتبرها تأديب من الله عن خطية ثيؤدورا القديمة .
بيرموله الطفل الغير شرعي وكمان بيطردوه من الدير ..
فيقرر انه يعيش في كوخ خارج أسوار الدير..
سبع سنين من الحياة في الصحرا بدون حماية او مصدر لقوت الحياة ..
سبع سنين الرهبان شايفينه راهب زاني وأب لطفل غير شرعي
وهي في الحقيقة تائبة بتربي طفل في حياة الفضيلة
وكأنها أمه من نفس الدم واللحم ..
سبع سنين الله شاف فيهم توبة صادقة من القلب وندم عن كل رخاوة وتهاون ..
سبع سنين تحنن بعدهم قلب رئيس الدير إنه يرجع الراهب تادرس وإبنه
داخل أسوار الدير وإن كان طبقاً لقوانين وقواعد صارمه ..

أخيراً بعد ما الله أراد ان يريحها من أتعابها ويكللها بإكليل الجهاد والغلبة
رقدت فيه وإستراحت بعد ما إنتشرت سيرتها في كل أرجاء الأسكندرية .

تمر الأيام .. ومن رحمة الله ومحبته الغير مشروطه ..
ويكبر الإبن الغير الشرعي اللي ربته القديسه ثيؤدورا
ويعيش حياة التقوي والقداسة ويصير رئيس رهبان نفس الدير .

أيقونة القديسة ثيؤدورا ..
أيقونة التوبة اللي بتصنع من الزناة بتوليين ..
أيقونة مراحم الله الواسعه ..
اللي بتقدس الإنسان وتعيد تشكيله من جديد
كائن مُعد ومؤهل لسُكني النعمة الإلهية ..
مراحم الله اللي ممكن يكون التأديب وطول الأناه واحد من وجوهها الكتير ..
" وَٱحْسِبُوا أَنَاةَ رَبِّنَا خَلَاصًا " 2بط15:3