رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اللّهُمَّ ارْحَمْنِي ، أَنَا الْخَاطِئَ في احد ايام الخريف الجميلة كان رجل ٌ ذو ملامح حزينة يقف على زاوية شارع ٍمن شوارع مدينة شيكاغو في الولايات المتحدة ، وكان لابسا ً ثيابا ً جميلة ، وبينما تسارع الناس كل واحد ٍ منهم الى عمله ، كان ذلك الرجل يرفع يده اليمنى من حين ٍ الى آخر ويدل باصبعه ِ الى رجل قربه ، ويصرخ قائلا ً : مذنب ، مذنب . ثم يهدأ قليلا ً ويرفع يده ُ ثانية ويعود يلتفت الى شخص ٍ آخر يمشي بجانبه ويعيد الكرّة متفوها ً بالكلمة عينها في وجه ذلك الشخص : مذنب ، مذنب . كان وقع ذلك الصوت وتلك الكلمة مخيفا ً على مسمع الناس ، فكانوا ينظرون الى متهمهم فيتمهلون قليلا ً ثم يبتعدون عنه وهم ينظرون اليه من جديد ويسرعون مبتعدين عنه ، حتى ان بعض الناس كانوا يتفادون المرور في ذلك الشارع الذي يمر فيه الرجل . وحدث مرة ًٍ بينما كان يدل على احد الاشخاص قائلا ً : انه مذنب ، اذ بذلك الشخص يهجم بشراسة على ذلك الرجل ويشبعه ضربا ً حتى افقده الوعي ولم يكف عن ضربه حتى اخرج منه آخر نفس وتركه ملقى ً ميتا ً على الرصيف امام اعين جميع الناس اللذين لم يحركوا ساكنا ً لانقاذ الرجل وكأنهم ارادوا ان يسكتوا صوت هذا الرجل الذي يذكرهم دائما ً بما يفعلونه . غريب ٌ ان رجلا ً يموت من اجل كلمة ٍ واحدة كان يرددها في وجه الناس معلنا ً حقيقتهم جميعا ً فقد كلفت الرجل كلمة واحدة كان يقولها ، ويقولها بصدق ، كلفته حياته . ترى من الذي كان يجب ان يموت بالحقيقة ؟ وهكذا اخرس الناس صوت الحق الذي كان يعبّربصدق ٍ تام عما يمر به انسان هذا العصر وكل عصر . إن كان ذاك الرجل احمقا ً كما ظن الكثيرون فقد كان يقول الحقيقة ولو بدا احمقا ً . إن كل واحد من متهميه كان ولا شك مذنبا ً إذ ان الخطية شاملة لجميع الناس موقعة ً اياهم بحبائلها وذلك بحسب منطق وحق كلمة الله الصادقة الامينة . إن ابشع الامور هو ان ينكر الانسان انه خاطئ وانه يعيش في الخطية وهو بعيد ٌ كل البعد عن الايمان في المسيح ، غير مدرك لنتائج بعده وعصيانه. يقول الكتاب المقدس إن : " أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ " نعم الموت والانفصال عن الله . تأكد تماما ً ان الله لا يتساهل مع الخطية مطلقا ً وهو قد وفر لنا خلاصا ً عظيما ً من الخطية والموت في شخص المسيح . ما اكثر الذين تقلدوا الكبرياء وجاوزوا تصورات القلب وقالوا : "كَيْفَ يَعْلَمُ اللهُ ؟ " ؟ ولكن ما هي النهاية ؟ يقول آساف : " وَانْتَبَهْتُ إِلَى آخِرَتِهِمْ . حَقًّا فِي مَزَالِقَ جَعَلْتَهُمْ . أَسْقَطْتَهُمْ إِلَى الْبَوَارِ." ( مزمور 73 : 17 ، 18 ) إن ملّقت نفسك وخدعتها وخدعت من حولك ، من الخاسر ؟ وما هو حجم الخسارة ؟ انها نفسك الواحدة الخالدة التي لا تعوض ، إن خسرتها ، خسرتها الى الابد . هل تعرف ان ما افضل ما يصدر منا في نظر الله نجاسة ؟ كيف يمكن ان شجرة رديئة تنتج ثمرا ً صالحا ً ؟ ولكن ها هو طريق النجاة قبل ان تفلت الفرصة منك الى الابد . الله العظيم اشفاقا ً علينا ، لأنه " وَهُوَ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ الْجَمِيعُ إِلَى التَّوْبَةِ." هذا الاله العظيم قدم وحيده كفارة ً على عود الصليب ، لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ ( وانت واحد من هذا العالم ) حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ ، لكي لا تهلك بَلْ تَكُونُ لك الحياة الابدية إن آمنت به . فهل تتحول عن نفسك وتغير مسارك وتسلك طريق الاتضاع وتصرخ من القلب الآن : " اللّهُمَّ ارْحَمْنِي ، أَنَا الْخَاطِئَ ." ( لوقا 18 : 13 ) فتنال غفرانا ً لخطاياك والحياة الابدية . |
|