البابا تواضروس
أهمية الانتظار فى حياة الإنسان:
- بالانتظار ننال المواعيد، مثل قول إرميا النبى "جَيِّدٌ أَنْ يَنْتَظِرَ الإِنْسَانُ وَيَتَوَقَّعَ بِسُكُوتٍ خَلاَصَ الرَّبِّ" (مراثى إرميا 3: 26)، كذلك البذور عندما تُزرع تأخذ فترة حتى تنبت، فالانتظار يُعلّم الإنسان نوال المواعيد.
مثل "إِنِّى قَدْ رَأَيْتُ مَذَلَّةَ شَعْبِى الَّذِى فِى مِصْرَ وَسَمِعْتُ صُرَاخَهُمْ مِنْ أَجْلِ مُسَخِّرِيهِمْ. إِنِّى عَلِمْتُ أَوْجَاعَهُمْ، فَنَزَلْتُ لأُنْقِذَهُمْ مِنْ أَيْدِى الْمِصْرِيِّينَ، وَأُصْعِدَهُمْ مِنْ تِلْكَ الأَرْضِ إِلَى أَرْضٍ جَيِّدَةٍ وَوَاسِعَةٍ، إِلَى أَرْضٍ تَفِيضُ لَبَنًا وَعَسَلًا" (خروج 3)، عندما حرّرهم من يد فرعون وقال لهم "تَعْلَمُونَ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ وَكُلِّ أَنْفُسِكُمْ أَنَّهُ لَمْ تَسْقُطْ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ جَمِيعِ الْكَلاَمِ الصَّالِحِ الَّذِى تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ عَنْكُمُ" (يش 23: 14)... يشوع يطلب من الشعب الانتظار والثقة فى يد الله، لأن الله له مواقيت.
- الانتظار يهزم الشياطين، مثل القديس الأنبا أنطونيوس فى بداية حياته، عندما حاول يوقعه عدو الخير ولكنه كان ينتصر بمعونة الله... وأيضًا القديس ايسيذورس عندما ظل يُشجّع ويُقوّى موسى الأسود بأن ينتصر على الشيطان والشر وعدم رجوعه للخطية مرة أخرى، وبالصبر والانتظار استطاع أن يحوّله من إنسان شرير إلى قديس.
فنهاية أمر خير من بدايته، لأن عدو الخير يحاربك ولكنك أنت بفضيلة الانتظار تنال الموعد وتهزم الشيطان، فأى شيء تؤدّيه بسرعة يؤذيك، إلا التوبة فهى الوحيدة التى تحتاج للسرعة، لذلك عدو الخير هو الذى يدفع بالإنسان للتسرّع، إن كان ارتباط أو عمل؛
مثل بطرس الرسول الذى كان شخصية مندفعة (يا رب إن تركك الجميع أنا لا أتركك، لا أنكرك)، وما هى إلا أيام قليلة حتى قال له المسيح "قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ مَرَّتَيْنِ، تُنْكِرُنِى ثَلاَثَ مَرَّاتٍ" (مر 14: 30)، وبالفعل أنكره بطرس الرسول، وبدأ يمارس فضيلة الانتظار، وظهر ذلك بعد حلول الروح القدس وبعد إلقاء عظته يوم الخمسين، فبدأ بالكرازة وبالخدمة وعُرِف عنه النجاح والالتزام فى خدمته.