منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 06 - 10 - 2021, 04:47 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,276,540

المعمدان ابن الصحراء




المعمدان ابن الصحراء





أما يوحنا فلما سمع في السجن بأعمال المسيح،
أرسل اثنين من تلاميذه، وقال له: أنت هو الآتي أم ننتظر آخر؟
( مت 11: 2 ، 3)




أ يمكن أن يكون هذا هو الذي منذ بضعة شهور وقف في منبره المنحوت في الصخر، ممتلئة نفسه بكل يقينية الإيمان؟! لقد كان نور الشمس الساطع على شخصه وقتها إذ وقف مستقيمًا وسط الجماهير الغفيرة، رمزًا للنور الذي ملأ نفسه. لم يكن في صدره أي أثر للريبة أو الشك. لقد أشار إلى المسيح بكل يقين وثقة قائلاً: «هذا هو» .. «هذا هو حَمَل الله». لكن يا للفارق العظيم بين هذا، وبين تلك الرسالة الأليمة: «أنت هو؟»!

لم يتردد الكتاب المقدس عن أن يحدثنا عن سقطات أنبل شخصياته، عن إبراهيم الذي توهم أن المصريين قد يقتلونه، عن إيليا الذي ارتمى تحت رتمة طالبًا الموت لنفسه، ومن هذا نتعلم أن المادة التي خلق الله منها أعظم القديسين كانت لحمًا ودمًا مثلنا، وأنهم لم يصلوا إلى ما وصلوا إليه إلا بالنعمة الإلهية التي ظهرت فيهم بكل وضوح.

نعم، لقد تزعزع إيمان المعمدان قليلاً، وبدا وكأنه سوف يهوي إلى هاوية لا قرار لها. لقد أرسل تلميذاه إلى الرب يسوع قائلاً: «أنت هو الآتي أم ننتظر آخر؟».

لقد كان المعمدان ابن صحراء، كان طليقًا يتمتع بالحرية. إذا ما نام بالليل أو عمل في النهار، امتدت السماء فوقه ببساطتها، ومساحاتها اللانهائية. وعندما وجد نفسه مُكبلاً بالأغلال، محبوسًا في غرفة مظلمة، سادته الكآبة والحزن وانقباض النفس. تعطش إلى الحرية تعطش العصفور البري المحبوس، وتاقت نفسه إلى أن يتحرك دون أن يسمع صليل القيود، وأن يشرب من مياه الأردن الصافية، وأن يستنشق نسيم الصباح، وأن يتطلع إلى فضاء الطبيعة اللانهائي. وهل نجد صعوبة في أن نفهم كيف كان لقيوده رد فعل على حالته النفسية؟ وكيف كان لوهنه هذا تأثير على نفسه؟

إن تركيبنا الجسماني مُتناهِ في الدقة، ويا لها من تعزية لا حد لها أن نعرف أن الله يدرك كيف تضطرب طبيعتنا بسهولة! إنه يعزو شكوكنا ومخاوفنا إلى مصادرها الحقيقية. إنه يعرف أن القوس قد انثنى إلى درجة قريبة من الانكسار، وأن الحبل قد شُدَّ إلى أقصى درجات الاحتمال. إنه لا يوبخ خدامه عندما يرتمون تحت رتمة، طالبين لأنفسهم الموت، بل يرسل إليهم طعامًا ويمتعهم بنومٍ عميق، وعندما يرسلون من سجونهم متسائلين: «أنت هو؟»، لا تسمع كلمة توبيخ، بل كلمات تشجيع رقيقة وتعليم.

رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
زَكَرِيَّا الْكَاهِن، أبو يُوحَنَّا المعمدان وأبنه يُوحَنَّا المعمدان
جون وينسون ضيف الصحراء
شك المعمدان هو فى الحقيقة إيمان المعمدان
الصحراء
برج الصحراء


الساعة الآن 12:54 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024