منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 06 - 10 - 2021, 12:07 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,256,893


كيف تصلي وكيف انتقل القديسين وكيف يصلوا


البابا شنودة الثالث



كيف تصلي وكيف انتقل القديسين وكيف يصلوا

كيف انتقل القديسين من عالمنا الفاني



وجميل أن نتذكر هنا كيف انتقل كثير من هؤلاء القديسين من عالمنا الفاني، وما كان بعد ذلك..
لنترك إلى حين قصة صعود إيليا إلى السماء (2مل2: 11)، وقصة أخنوخ وكيف أخذه الرب إليه (تك5: 24)، وقصه نياحة السيدة العذراء مريم وصعود جسدها فهذه كلها حالات نادرة جدًا لمستويات عالية.. ولنستمع إلى قول الكتاب "لتمت نفسي موت الأبرار، ولتكن آخرتي كآخرتهم" (عد 23: 10).. ولننظر:

روج الأنبا آمون، وكيف رآها القديس الأنبا أنطونيوس، والملائكة تحملها في تهليل.. ولنقرأ عن القديس الأنبا كاراس السائح وكيف حضر قديسون لاستقبال روحه. وأنشد له داود مزموره "ارجعي يا نفسي إلى موضع راحتك، فإن الرب قد أحسن إلى" (مز114).. كذلك القديس اسطفانوس أول الشمامسة كيف في وقت استشهاده رأى السموات مفتوحة، وابن الإنسان قائمًا عن يمين الله" (أع7: 55، 56). وكان وجهه " كأنه وجه ملاك" (أع6: 15).
وماذا عن الذين فارقوا العالم في أيامنا. وكأن الحجرة وقت وفاتهم، وقد أضاء فيها نور، واشتم الناس رائحة بخور أو الذين كانوا يرون رؤى معزية وقت انتقالهم. ويرقدون والابتسامة على وجوههم والفرح في قلوبهم..
كل أولئك أحبو الله، فجعل ساعة وفاتهم ساعة فرح. وبعضهم أخبره الرب بوقت انتقاله.. ومن أمثلة ذلك بعض الآباء السواح كما في قصة آبا نفر، والقديس سيداروس المتوحد وآخرين. كذلك قصة القديسة مريم القبطية.
وما أكثر الذين ظهروا بعد وفاتهم لآخرين.
مثل القديس أغناطيوس الأنطاكي الشهيد، الذي بعد أن ألقوه للأسود الجائعة فافترسوه، ظهر لزملائه في السجن المؤمنين وعزاهم وشجعهم. وظهورات القديسين لا تدخل تحت حصر..
والبعض كانت تحث معجزات أثناء تعذيبهم أو استشهادهم، مما يجعل غير المؤمنين يؤمنون، كما في قصة مارجرجس،أو تفشل الطرق التي أرادوا قتلهم بها، مثلما حدث مع القديس يوحنا الحبيب، والقديس بوليكاربوس، والسم الذي أعدوه لمارجرجس..
أيضًا تأملنا في صفات القديسين الجميلة، تجعلنا نحبهم، ونحب صفاتهم، ونحب الله الساكن فيهم.
ألست ترى معي أن الموضوع طويل إن استرسلنا في الحديث.. لذلك اعتبر ما ذكرته مجرد مثال، وأترك الباقي لتأملك الخاص.



كيف تصلي لتصل إلى محبة الله




بالمداومة على الصلاة، تصل إلى محبه الله.
إن أحببت الله ستصلى. وأن صليت كثيرًا، ستجد أن محبتك لله سوف تزداد وتتعمق يومًا يعد يوم. وهذا طبيعي لأنك إن أحببت شخصًا، فسوف تحب أن تتكلم معه. والكلام مع الله هو الصلاة.
وبالصلاة سوف تتعلم الصلاة، أعنى تتعلم كيف تتحدث إلى الله، حديثًا يقودك إلى محبته..
بالمداومة على الصلاة، سوف تصل إلى عمق كل كلمة تقولها في صلاتك وستجد أنك ترتبط بالله أكثر فأكثر، وتجد دالة في الحديث معه، وشهوة للحديث معه. وهكذا تعلمك الصلاة محبة الله.
كلم الرب في صلاتك بهذا الأسلوب، ومن هنا يتعود لسانك الحديث معه..
كإنسان يريد أن يتعلم إحدى اللغات، لابد أن يتكلم بها، حتى لو كان لا يعرف، أو يخطئ في الحديث. إلا أنه بكثرة الكلام يتعود لسانه، ويسهل عليه الأمر إلى أن يجيد الحديث بها..
هكذا أنت، كلما تكلمت مع الله، يتعود لسانك الحديث معه. وتتعود أن تحدثه بعاطفة وحب.

ولكنك في بداية تدربك، قد لا تبدأ الصلاة بمشاعر الحب.
لذلك أبدأ الصلاة، ولو بالتغصب، وحاول أن تتأمل أو على الأقل تفهم كل كلمة فيها.. والقديسون لم يصلوا إلى صلاة الحب من بادئ الأمر. إنما تدرجوا في عمق الصلاة وعاطفية الصلاة، إلى أن وصلوا فيها إلى درجات من الكمال، حسبما منحتهم النعمة، وحسبما كانت لهم من مشاعر، ومن استعداد..
لذلك حاول أن تصلى بعاطفة وبفهم..
لأنك لو صليت بطريقة روتينيه، فلن توصلك إلى محبه الله. والقديس بولس الرسول إنه يفضل أن يقول خمس كلمات بفهم أفضل من عشرة آلاف بغير فهم (1كو14: 19). ولذلك فإن كل كلمة تقولها في صلاتك، قلها بفهم وبعاطفة، من أعماق قلبك، كحبيب يكلم حبيبه، وكصديق يكلم صديقه. وإن لم يكن في قلبك هذا الحب وهذه المشاعر:
قل له: أعطني يا رب أن أحبك..
فهذه هي الصلاة التي كان ينصح بها الشيخ الروحاني.
قل له: علمني يا رب كيف أحبك. دربني على محبتك، ودرجتي في محبتك. اسكب محبتك في قلبك بالروح القدس.
قل له: انزع يا رب من قلبي كل محبه أخرى تتعارض مع محبتك، حتى يصير القلب كله لك وحدك. لا تسمح أن أحب أي شيء أو أي أحد أكثر منك، ولا أن أحب أي أحد أو أي شيء، أو شهوة أو أي رغبة، لا تتفق مع محبتك أنت. لا تسمح يا رب أن يوجد في قلبي من ينافسك، أو ما ينافسك.. أو يسئ إلى محبتك.
اجعل محبتك هي التي تشغلني وتملك قلبي.
وهلا التي تقود كل تصرفاتي، وتمتزج تمامًا بكل تصرفاتي وبكل أقوالي، وبكل مشاعري..
أعطني يا رب أن اشتهى الجلوس معك والحديث إليك، وأن أجد لذة في الصلاة والمداومة عليها.
وإن فترت محبتك، اطلب منه أن يعيدها بحرارتها.
قل له: أنت يا رب تقول "عندي عليك أنك تركت محبتك الأولى" (رؤ2: 4). فكيف أعود يا رب إلى محبتي الأولى إلا بك؟! أنت الذي تعيدني إلى محبتك. أنت يا رب الذي تتوبني فأتوب (أر31: 18). أنت الذي تمنحني حرارة الروح، لأنك أنت يا رب نار آكله (عب12: 29). لذلك أرجعني يا رب إلى محبتي الأولى، بل وإلى كثر منها..

ومن أجمل الأمثلة لصلوات الحب: صلاة التسبيح.
التي تحدث فيها الله متأملا في صفاته، مثل صلاة "يا ربي يسوع المسيح، مخلصي الصالح"، بكل ما تحويه من تفاصيل علاقة النفس بالله.. ومثل صلاة الثلاث تقديسات، وكثير من صلوات القداس الغريغوري..
قل له: أنت يا رب الحنون وطيب. أنت طويل الأناة. كم أطلت أناتك على، وأنا مبتعد عنك..
وكم منحتني فرصا لكي أرجع إليك. وكم غفرت لي أيها الغفور المحب، ولم تصنع معي حسب خطاياي..






كلم الرب بصراحة كاملة، وافتح له قلبك.
قل له: أنا يا رب أريد أن أحبك. ولكن الخطية الفلانية تعوق طريقي إليك، وتسيطر على قلبي ومحبتي. وأنا يا رب حاولت أن اتركها ولم استطع. أعطني القوة أن أتركها، لأنه بدونك لا استطيع ذلك (يو 15: 5). نجنى يا رب من هذه الخطية، لا لكي أنجو من العقوبة، إنما لكي يزول العائق الذي يمنعني من محبتك.




تحدث مع الله بمحبته، كما كان يحدثه داود في مزاميره.
كأن تقول له: اشتاقت نفسي إليك. عطشت نفسي إليك. كما يشتاق الإيل إلى جداول المياه، كذلك اشتاقت نفسي إليك يا الله "متى أقف وأتراءى أمام الله" (مز 42: 1، 2) "باسمك أرفع يدي، فتشبع نفسي كما من لحم ودسم (مز 63) "محبوب هو اسمك يا رب، فهو طول النهار تلاوتي" (مز 119).
استخدام في صلواتك عبارات الحب، ومشاعر الحب، وتدرب على ذلك حتى يتعوده قلبك، كما يتعوده لسانك. وتقول كما في التسبحة "قلبي ولساني يسبحان القدوس"..






كيف صلى القديسون




وتأمل كيف كان القديسون يصلون؟ وكيف كانت محبتهم لله تظهر في صلواتهم.
أولئك الذين كانوا يكلمون الله بقلوبهم، ولو صمتت ألسنتهم.. وكما قال الشيخ الروحاني: سكت لسانك، لكي يتكلم قلبك. وسكت قلبك لكي يتكلم الله. ومن هنا يبدو أن صلواتهم كانت حديثا متبادلا مع الله: يحدثونه بقلوبهم، ويتحدث هو في قلوبهم. وفيما يتكلمون مع الله، يستمعون إلى صوته في قلوبهم.
وكل كلمة يقولونها في في صلواتهم، كانوا يتعمقون في معناها جدا، ويلتذون بها، حتى قيل عنهم:
"ومن حلاوة اللفظة في أقواهم، ما كانوا يشاءون أن يتركوها ليقولوا لفظة أخرى".
كانت كلمات الصلاة حلوة في أفواههم، ولها عمق وتأثير على نفوسهم، حتى كان يعز عليهم أن يتركوها إلى غيرها.. أن يتركوها إلى غيرها.. أين هذا، من الذين يصلون، وهم لا يدركون معنى ما يقولون! أو يصلون بسرعة حتى ينتهوا من الصلاة ويعودا إلى مشاغلهم!! أما القديسون فمن حلاوة صلتهم بالله في صلواتهم، ما كانوا يريدون أن يختموا الصلاة، ويكتفوا بهاذ الحديث الجميل بينهم وبين الله وأثره العميق في نفوسهم.
كانت الصلاة لهم وقت متعة روحية، تسبح فيها الروح خارج نطاق الجسد والماديات..

كانت لذتهم في الصلاة، أو بمعنى أدق: لذتهم في العشرة الإلهية أثناء الصلاة ومن أجل هذه المتعة الروحية، تركوا العالم وكل ما فيه، لكي يتفرغوا لعمل الصلاة، حيث يتمتعون باللقاء مع الله، ويشعرون بوجودهم معه، أو بوجوده معهم.
وكثيرًا ما كانوا ينسون أنفسهم وكل ما يحيط بهم. مثلما حدث مع القديس يوحنا القصير الذي طرق الجمال بابه ليحمل عمل يديه من القفف ليبيعها. فكان في كل مرة يدخل قلايته ليحضر القفف له، يختطف عقله في الصلاة فينسى..
وكثيرًا ما كان الله ينعم على هؤلاء القديسين بحالة روحية أثناء الصلاة فلا يدرون هم في الجسد أم خارج الجسد.
كما حدث للقديس بولس الرسول (2 كو12: 2، 3).
أحيانًا يتمتعون برؤى روحية، أو يدخلون في حالات من الدهش. أو يجدون عقلهم منشغلًا بكلام الصلاة. دون أية حركة إرادية منهم، بحيث لا يستطيعون إيقافه عن الصلاة، ولا يريدون. ولعل هذا بعض ما قصده الشيخ الروحاني بقوله "ليتكلم قلبك"..
ويتمتعون أثناء صلواتهم بسيل من المعاني الروحية يتوارد على أذهانهم، وما كان يخطر على بالهم من قبل. وربما العبارة الواحدة تأخذ معنى جديدًا في كل صلاة، حتى ليقولوا مع داود النبي "اكشف يا رب عن عيني، لأرى عجائب من شريعتك" (مز119).
تتحول صلاتهم إلى حب. ويتحول حبهم إلى مناجاة، وتتحول مناجاتهم إلى متعة روحية..
وفي هذه المتعة، يتمنون لو بقوا هكذا قائلين مع التلاميذ عند جبل التجلي "جيد يا رب أن نكون ههنا" (مر5:9)، وهذا يحدث حينما يكون المصلى في حالة روحية معينة، فيها الحب والعاطفة والفهم والتركيز، والانشغال الكلى بالله، والموت الحسي والعقلي عن كل ما حوله. ويذكرنا هذا بالقديس يوحنا الأسيوطي حينما سألوه "ما هي الصلاة الروحية؟" فأجاب "هي الموت عن العالم"..
من أجل اختطاف عقلهم أحيانًا أثناء الصلاة، كانوا يصلون وهم وحدهم في مكان خلوتهم.
فلا يرى أحد مشاعرهم أثناء الصلاة، ولا ما يشغل عقلهم وقتذاك، أو ما يحدث لهم من رؤى أو من دهش.. أو كيف يدغدغ حب الله حواسهم حتى ينطبق عليهم قول عذراء النشيد " فإني مريضة حبًا" (نش5:2).
أما أنت يا أخي إن كنت لم تصل بعد إلى شيء من هذا:
فنصيحتي لك أن تلتصق بالرب على قدر ما تستطيع أثناء الصلاة، وتبعد نفسك عن طياشة الفكر، وتركز ذهنك في كلمات الصلاة، وتصحبها بكل عواطفك ومشاعرك. وكلما حان انتهاء الصلاة، حاول أن تستمر، وأن تقول للرب "امكث معي يا سيدي" (مت 29:24)..
وحاول في بعض الأوقات أن ترتفع عن مستوى الطلب.
وتدرب في صلاة الحب، أن يكون طلبك الوحيد هو الله وليس غيره.
كما قال داود النبي "طلبت وجهك، ولوجهك يا رب ألتمس. لا تحجب وجهك عنى" (مز9:27).. مثل هذه الصلاة تعبر عن الحب.
اتخذ الله صديقًا لك، وحبيبًا، وراعيًا وحافظًا ومرشدًا. وافهم في قلبك تمامًا أنك لا تستطيع الاستغناء عن محبته لحظة واحدة وطرفة عين. حينئذ تجد المحبة التي في قلبك قد ظهرت في صلاتك.
بالإضافة إلى صلوات المزامير والأجبية، لتكن لك صلواتك الخاصة التي تقولها من كل قلبك.
التي تفتح فيها قلبك لله، وتحدثه عن كل أمورك: عن كل مشاعرك وأفكارك، وعن حروبك وضعفاتك، وعن مشاكلك وسقطاتك. وتسأله المشورة والمعونة.. وتطلب منه القوة والبركة.. كل ذلك دون أن تتصنع أفكارًا أو كلمات أو مشاعر.. إنما تتكلم مع الله كما أنت. مثلما جاءه الابن الضال بنفس ملابسه القذرة التي عمل بها في رعى الخنازير.. واطلب منه أن يهبك محبته كعطية مجانية من عنده.. وقل له: لا تحرمني يا رب من محبتك..
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كيف نحب وكيف نعتذر وكيف نغفر
إنه يعرف ما قد خلقه، كيف يسقط، وكيف يُصلح أمره، وكيف يتبناه
البابا شنودة وكيف اقتنى صداقة القديسين وكيف اختار شفيع وماذا اصنع لكى تظهر عجائبهم معى
ما هو الملء المتكرر وكيف تختبره وكيف تكون في الروح دائما
من الذي دخل السياحة وهو راهب شيخ؟ وكيف حدث ذلك؟ وكيف عاد إلى ديره؟


الساعة الآن 10:01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024