لقد كان هذا نِير المسيح، وهو نفس النِير الذي في نعمته غير المحدودة يدعونا لأن نحمله، حتى نجد نحن أيضًا راحة لنفوسنا. وخاصة أننا نعلم أن محبته تجعله يُقدِّم لنا أفضل الأشياء. ويا له من شيء عظيم أن يعمل الله أفضل ما عنده لصالحنا! وأين ذلك القلب الذي لا يرضى ويشبع بأفضل ما يُرتبه الله؟ إن حواء بعد أن خدعتها الحيَّة في جنة عدن أصبحت غير راضية بإرادة الله. لقد أرادت شيئًا منعه الله عنها، وصوَّر لها الشيطان أنه يستطيع أن يُعطيها شيئًا أفضل مما يُعطيها الله. لقد ظنت أنه يُمكنها أن تُحسن من ظروفها بأن تُسلِّم نفسها بين يدي الشيطان، بدلاً من يدي الله. وهكذا لا يستطيع أي قلب غير مُتجدِّد أن يستريح بأي حال من الأحوال لإرادة الله. أمَّا المسيحي الحقيقي، المولود من الله، فيستطيع – بنعمة الله – أن يُميت إرادته الذاتية، وأن يحسب نفسه ميتًا، وأن يسلك بالروح، وبذلك يستطيع أن يُسرَ بإرادة الله، وأن يشكر في كل شيء.