رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اتسمت شخصيته بالواقعية العملية في تعبده وكرازته، فقد عشق الأبديات وتذوق السماويات، كقوله(10) "لنمش على الأرض كمواطنين سمائيين". ولكنه كإنسان واقعي لا يشغل ذهنه بالتعرف على أسرار السماء أو طلب رؤية الله وهو بعد على الأرض، إنما يعطى كل اهتمامه كيف يتهيأ عمليًا مع إخوته لملاقاة الرب وجهًا لوجه في الحياة الأخرى. الدخول في السماويات -في رأيه- ليس انطلاقًا في التأملات بل حياة جهاد، حياة عمل وأمانة يومية، فرسالة المؤمن على الأرض ممارسة الفلسفة الحقيقية، أي التقوى العملية، يجتهد بروح الإيمان العملي لكي يتهيأ للمكافأة العلوية... بمعنى آخر، يؤمن قديسنا بالمسيحية كحياة سمائية ممارسة على الأرض، خلال الواقع الذي يعيشه المؤمن... كقوله(11): "لنمشي على الأرض كمواطنين سمائيين، كمصارعين تتجه أفكارهم نحو المباراة، غير مبالين بالآلام... واطئين بأقدامهم على الفحم المشتعل كمن يسيرون في حديقة مملوءة زهورًا!". |
|