تقع بلاد عمون وأدوم وموآب في شرقي الأردن، كسلسلة ممتدة من التلال مع هضبة متسعة، وهى أقل أمطارًا من التلال الغربية التي تجعل الرياح تسقط الكثير من أمطارها هناك، الا أن مرتفعات شرقي الأردن أكثر ارتفاعًا عن مثيلتها في غربي الأردن، حيث يصل ارتفاعها إلى خمسة آلاف قدم فوق سطح البحر، وهى بشكل عام أشد وعورة لأنها تجاور الصحراء.
وكانت الأسود والفهود معروفة تمامًا في الأزمنة القديمة في تلك المناطق رغم قلة الفرائس فيها. ولعل المنطقة كانت تلائم السلالة الفارسية من الأيائل السمراء التي كانت تعيش في الأراضي الجافة قليلة الشجيرات. أما "الحمار الوحشي" فكان كثير الانتشار، بل كان ما زال منتشرًا في بعض الأماكن منذ قرن مضى، ولكنه انقرض الآن تمامًا، ولعله كان يعيش على حافة التلال حيث كان من السهل على الأسود افتراسه، فمن المعروف أن "حمار الزرد" (وهو من نفس الفصيلة) هو الفريسة المفضلة عند الأسود في أفريقيا.
وكانت الخراف تعيش بأعداد ضخمة في عمون وموآب، فقد كان "ميشع ملك موآب صاحب مواشي فأدى لملك إسرائيل مائة ألف خروف ومائة ألف كبش بصوفها" (2مل 4:3 و5). وهذا معناه وجود الكثير من الحيوانات ذوات الحافر التي تصلح فرائس للحيوانات المفترسة.
وتعيش الجمال في المناطق المحيطة بهذه التلال، وكانت تمثل الوسيلة الرئيسية لنقل المتاجر عبر هذه البلاد.