رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«…أَنَّ دَيْنُونَةَ اللهِ هِيَ حَسَبُ الْحَقِّ.» (رومية2:2) إن ﷲ هو الوحيد في الكون المؤهّل تماماً للحكم. يمكننا أن نكون شاكرين دوماً أنه لم يعهد إلينا بالدينونة الأخيرة. فكِّر ببعض أشكال العَجْز التي يعمل في ظلها قاضي المحاكم الأرضي، فمن المستحيل له أن يكون موضوعياًّ تماماً، فقد يتأثر بشهرة المُدَّعى عليه أو بمظهره، وقد يتأثر بالرشاوى أو غيرها من الإعتبارات الأكثر مكراً، إنه لا يمكنه دائماً معرفة ما إذا كان الشاهد يكذب، أو إن لم يكن يكذب فربما يكون الشاهد حاجباً للحقيقة، أو بالإضافة لذلك قد يكون متستراً على الحقيقة، أو أخيراً، قد يكون جدّياً لكن غير دقيق. لا يمكن للقاضي أن يعرف دائماً دوافع الذين يتعامل معهم، بينما من المهم معرفة الدوافع في كثير من القضايا القانونية. يمكن خداع جهاز كشف الكذب، ويتمكَّن المجرمون العتاة من السيطرة أحياناً على ردود أفعالهم النفسية إزاء الذنب. لكن ﷲ القاضي الكامل، يمتلك المعرفة المطلقة لجميع الأفكار والأفعال والدوافع، وبإمكانه أن يدين أسرار قلوب البشر وهو يعرف كل الحقيقة ولا يمكن إخفاء شيء عنه، وهو لا يحابي الوجوه بل يعامل كل واحد بلا تمييز، ويعرف المقدرة العقلية التي وُهبت لكل واحد، ولا يكون المعتوه مسؤولاً عن أعماله كالباقين، إنه يعرف مدى القوة المعنوية المختلفة لدى رعاياه، فالبعض يقاوم التجربة بسهولة أكثر من البعض الآخر، وهو يعرف إختلاف الإمتيازات والفرص التي لدى كل واحد، وإلى أي مدى أخطأ الشخص ضد النور، إنه يكشف خطايا الإغفال بسهولة وكذلك الخطايا مع سبق الإصرار والخطايا السِّرية بسهولة كالخطايا العلنية. لذلك عند التعامل مع الوثني الذي لم يسمع الإنجيل بتاتاً لا يكون هناك داعٍ للخوف بأن ﷲ سيُعامَله بظُلم، أو أنه لا يثأر للذين عانوا ظلماً خلال الحياة، أو أن الطغاة الأشرار الذين نجوا في هذه الحياة يذهبون دون عقاب. إن القاضي الجالس في مقعده هو قاضٍ كامل، وعدله يكون وفقاً للحقيقة وبالتالي مطلق الكمال. |
|