منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 22 - 09 - 2021, 06:42 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,259




اهتمام الله بمخلوفاته


البابا شنودة الثالث

اهتمام الله بصغار العدد والقيمة



اهتمام الرب بالصغير في القيمة، وفي العدد.
وفي معجزة إشباع الجموع من الخمس خبزات والسمكتين، نري أن الرب أمسك هذا القليل في يده، وباركه فصار كثيرًا يمكنه إشباع (خمسة آلاف رجل غير النساء والأطفال) (مت14: 21). علي أن العجيب أيضًا، هو قول الرب لتلاميذه (اجمعوا الكسر الفاضلة) (يو6: 12)!! ما قيمة هذه الكسر يا رب حتى تهتم بها؟
إنه شيء معز حقًا، أن يهتم الرب بهذه الكسر الملقاة.
ويأمر تلاميذه القديسين أن يجمعوها في قفف ويحملوها!!
لذلك، قل له (يا رب، إن كنت قد اهتممت بهذه الكسر، فعلي الأقل تهتم بإنسان مثلي، ملقي علي الأرض مثلها، ليحمله لا رسول من رسلك، إنما واحد من تلاميذ تلاميذهم مهما صغر)!!



نلاحظ بالنسبة إلى الخمس خبرات أنها كانت من شعير (يو6: 9).. وقيمته اقل من القمح بلا شك. ولكن الرب لم يحتقر هذه القيمة لأقل، بل منحها بركة إشباع الناس. كذلك تقبل هذه الأرغفة من فتي صغير (a lad). ليرينا في كل ذلك اهتمام بالصغار.




نفس مباركة العد الصغير وردت في معجزة أخري لإشباع أربعة آلاف رجل غير النساء والأطفال من سبعة أرغفة
(قليل من صغار السمك)) (مت15: 34-38). وجميل هنا أن تجتمع كلمة (قليل) مع كلمة صغار، لنري منهما كيف أن محبة الله لا تحتقر القليل ولا الصغير، بل تعمل بكليهما عملًا.






لعل هذا يذكرنا بانتصارات سمح بها الرب بالقليل والصغير.
داود الفتي الصغير، كان محتقرًا أمام جليات الجبار. ولكنه لم يكن كذلك أمام الله المحب، قيل عنه (ليس عند الرب من أن يخلص بالكثير أو بالقليل) (1صم 14: 6). بل كثيرًا ما يخلص الرب بالقليل، كما فعل مع الفتي داود. ذلك لأن (الحرب للرب) (1صم17: 47)، الرب يحب أن يحتار الصغار.. ويجعل من داود الصغير بطل الموقف، أكثر من شاول الملك. ويهتف النسوة بالألوف لشاول، وبالربوات لداود (1صم18: 7). ويمجد الرب هذا الفتي الصغير في أعين الكل..






ولنا مثال آخر في قصة انتصار جدعون علي المديانيين.
كان مع جدعون جيش من 32 ألفًا من الجند. ولكن الرب لم يشأ أن ينتصر جدعون بهذا الجيش الكبير، (لئلا يفتخر إسرائيل) (قض7: 2، 3). وأمر بعمل تصفية للجيش، حتى وصل العدد إلى ثلاثمائة فقط (أي 1% فقط من عدد الجيش) (قض7:7). وبهؤلاء فقط، صنع الرب خلاصًا، بهذا العدد الصغير..
اختار البر اثني عشر رسولًا، لنشر بهم الإيمان.
نعم، بهذا العدد القليل، الذين قال لهم (تكونون لي شهودًا في أورشليم، وكل اليهودية، والسامرة، وإلى أقصي الأرض) (أع 1: 8). وحتى لو أضفنا إليهم السبعين تلميذًا (ماذا يكون هذا العدد الصغير، ليكرز بالإنجيل للخليقة كلها) (مر16: 15)، ولكي يتلمذوا جميع الأمم ويعلموهم ويعمدوهم (مت28: 19، 20).



اهتمام الله بالنفس الواحدة







اهتمام الرب بالأشياء الصغيرة نجده أيضًا من أمثلة التوبة:
الدرهم المفقود مثلا، ما قيمته، حتى توقد صاحبته (أي الكنيسة) سراجًا، وتفتش باجتهاد حتى تجده ومتى وجدته تدعو الصديقات والجارات، قائلة افرحن معي ن لأني وجدت الدرهم أضعته (لو 15: 8، 9).
أنه ليس ديناراً، ولا قطعه ذهبيه، ولا حتى فضية.. بل هو مجرد درهم.. ولكن محبه الله تشمل الصغار مهما كانت قيمتهم تبدو ضئيلة!






إن اهتمام الرب بالنفس الواحدة، دليل على محبته الفائقة:
حتى لو كانت نفس زكا العشار (لو 19) أو مريم المجدلية التي اخرج منها سبعة شياطين (لو 8)، أو حتى لو كانت نفس المرأة المضبوطة في ذات الفعل (يو 8)،أو كانت نفس ذلك الخروف الواحد الضال، الذي من أجل إرجاعه ترك التسعة والتسعين، وبحث عنه حتى وجده، وحمله على منكبيه فرحا، ودعا الأصدقاء والجيران، قائلا افرحوا معي.. لأنه يكون فرح قدام ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب (لو 15: 4-10).
إن الله لم يقصر محبته علي الإنسان وحده، بل اهتم بالخليقة كلها.
هوذا يقول عن عنايته هذه "تأملوا زنابق الحقل كيف تنمو: لا تتعب، ولا تغزل. ولكن أقول لكم ولا سليمان في مجده، كان يلبس كوحدة منها" (مت6: 28، 29).. نعم، ما هذا الجمال كله الذي وهبه الله لهذه الزهور والورود، في متنوع ألوانها وفي رائحتها، وفي مقدار العطر المخزون فيها، والشهد المأخوذ منها..!!





اهتمام الله بالطير




ثم ما أعجب اهتمام الرب بالطير..
قال الرب (أليس عصفورًا يباعان بفلس، وواحد منها لا يسقط علي الأرض بدون أبيكم) (مت10:29). هذه العصافير التي ثمنها زهيد جدًا، لا يسقط واحد منها علي الأرض بدون سماح من الله الآب.. فإن كان عصفوران بفلس، يكون أربعة منها بفلسين. ولكنه يقول أليست خمسة عصافير تباع بفلسين، وواحد منها ليس منسيًا أمام الله) (لو12:6).
أي أن الواحد الذي يمكن أن يوهب مجانًا في سعر الجملة، إذا اشتري منها الشاري بفلسين.. هذا الواحد الذي لا قيمة له ولا ثمن، ليس منسيًا أمام الله.. ما أعجب الله في حنوه. فإن كانت هكذا عنايته بالعصافير، فكم بالأولي البشر الذين هم أفضل من عصافير كثيرة (لو2:7).




ونضرب هنا مثالين لعناية الله بالطير.



يقول الرب (انظروا إلي طيور السماء: إنها لا تزرع ولا تحصد، ولا تجمع إلي مخازن، وأبوكم السماوي يقوتها. ألستم أنتم بالحري أفضل منها) (مت6: 26) (لو12:24). ويقول المزمور عن الرب (المعطي البهائم طعامها، ولفراخ الغربان التي تدعوه) (مز147:9).




في إحدى المرات وأنا في الدير، أخذت درسًا عن إيمان وقناعة العصافير.
كنت واقفًا أمام قلايتي. وكانت حفنة أو أكثر من القمح قد وقعت علي الأرض. وجاءت العصافير: كان كل عصفور يلتقط حبتين أو ثلاثًا، ويطير تاركًا هذا الكنز من الطعام مكانه، وله إيمان أن الله سيقوته حيثما طار. وهنا تذكرت قول الرب عن العصافير (ولا تجمع إلي مخازن).. حقًا إن إيمان العصفور أعمق بكثير من اجتهاد النملة.. هذه العصافير التي لا تهتم بما للغد، ولا بما لباقي اليوم..




أما عن حماية الله للعصافير.
فيعجبني جدًا قول المزمور (نجت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين. الفخ انكسر ونحن نجونا. عوننا من عند الرب الذي صنع السماء والأرض) (مز24: 7، 8).. حقًا، لا يسقط واحد منها بدون أبيكم..
وهناك لمسة حنان يقولها الرب بالنسبة إلي الطيور.
يقول في سفر التثنية (إذا اتفق قدامك عش طائر في الطريق، في شجرة ما أو علي الأرض، فيه فراخ أو بيض، والأم حاضنة الفراخ أو البيض،فلا تأخذ الأم مع الأولاد. أطلق الأم وخذ لنفسك الأولاد، لكي يكون لك خير وطول أيام) (تث 22: 6، 7). نلاحظ أن هنا وعدًا بالبركة، لمن تكون له هذه اللمسة الإنسانية.
ولعل اهتمام الله الحنون بالمشاعر التي بين الأم والأولاد في عالم الحيوان، قوله أيضًا (لا تطبخ جديًا بلبن أمه) (خر23:19).





اهتمامه بالحيوان




أما شفقة الله علي الحيوان، فلها أمثلة عديدة جدًا:
لعل من أقدم أمثلتها أنه أدخل جميع الحيوانات إلي الفلك، اثنين من كل، ذكرًا واثني، لاستبقائها، سواء من الحيوانات الطاهرة أو غير الطاهرة (تك6:19-21) وأخذ نوح معه طعامها في الفلك. ولكي لا تنقرض الحيوانات الطاهرة التي ستقدم منها الذبائح والمحرقات، أخذ منها سبعة، ذكرًا وأنثي (تك7: 2، 3).
ومن اهتمام الله بالحيوان شفقته علي حمار بلعام (عد22).




ومن شفقة الله علي الحيوان إراحته في اليوم السابع.
وفي ذلك قال الرب في الوصايا العشر (وأما اليوم السابع، فسبت للرب إلهك. لا تعمل فيه عملًا ما، أنت وابنك وابنتك وعبدك وأمتك، وثورك وحمارك وكل بهائم) (تث5:14). كما أن الإنسان يتعب ويحتاج إلي يوم راحة في الأسبوع، كذلك عبده، وبهائمه..
بل بلغ الأمر في رحمة الله بخليقته أن يمنح الراحة للأرض أيضًا.
وهكذا قال (ست سنين تزرع أرضك وتجمع غلتها. أما في السنة السابعة فتريحها، وتتركها ليأكل فقراء شعبك، وفضلتهم تأكلها وحوش البرية. كذلك تفعل بكرمك وزيتونك) (ستة أيام تعمل عملك. وأما اليوم السابع، ففيه تستريح، لكي يستريح ثورك وحمارك، ويتنفس ابن أمتك والغريب) (خر23:10-12).



وهنا نري أن الرب في محبته وحنانه، قد منح الراحة للإنسان والحيوان والأرض. وبالنسبة إلي الإنسان منحها لأهل البيت وللغريب وللعبيد.




ما أكثر الأمثلة التي تظهر حنو الله علي الحيوان، نذكر منها قوله: (لا تحرث علي ثور وحمار معًا) (تث22: 10).
الثور بلا شك أقوي من الحمار، وأشد. وأسرع منه حركة، فإن حرث معه، سيرهقه تمامًا، لأن الحمار لا يستطيع أن يجاريه. والله لا يريد للحمار هذا الإرهاق، إشفاقًا عليه وحنوًا.
ولذلك عندما دخل أورشليم يوم أحد الشعانين، قيل عنها (هوذا ملك يأتيك وديعًا، راكبًا علي أتان وجحش بن أتان) (مت21:5). ذلك لكي يريح أحدهما الآخر. ربما يركب الأتان في الطريق الصعبة، والجحش في الطريق السهلة،وما أكثر تواضع الرب في قوله عن هذين الحيوانين (قولا أن الرب محتاج إليهما) (مت21:3).




ومن حنان الرب علي الحيوان قوله (لا تكم ثورًا دارسًا) (تث25:4).
الثور في وقت دراسة الفول أو القمح أو الشعير، يجهد فيجوع، فيمد فمه إلي الحبوب ويأكل منها، ليأخذ طاقة تساعده علي إكمال عمله. وهنا يأمر الله أن لا توضع كمامة علي فم الثور تمنعه من الأكل أثناء العمل وبذل الجهد..! ما هذه المحبة والحنان!




ومن حنان الله، لإنقاذ الحيوان إن وقع.
ومن ذلك يقول (لا تنظر حمار أخيك أو ثوره واقعًا في الطريق وتتغاضى عنه بل تقيمه معه لا محالة) (تث22: 4). بل يقول أكثر من هذا: (إذا رأيت حمار مبغضك واقعًا تحت حمله وعدلت عن حله، فلا بد أن تحل معه) (خر23: 5). وهنا يأمر بمحبة الحيوان، وأيضا بمحبة العدو.
بل من أجل إنقاذ الحيوان، يوجب العمل في يزم السبت. فيقول (أي إنسان منكم يكون له خروف واحد. فإن سقط هذا في حفرة في يوم السبت، أفما يمسكه ويقيمه؟! (مت12: 11).
ويقول كذلك (لا تنظر ثور أخيك أو شاته شاردًا وتتغاضى عنه، بل ترده إلى أخيك لا محالة.. وهكذا تفعل بحماره) (تث22: 1، 3).
وقد امتدح الله بعض هذه الحيوانات، فيما تفعله أفضل من الإنسان.
فقال موبخًا إسرائيل (الثور يعرف قانيه، والحمار معلف صاحبة. أما إسرائيل فلا يعرف. شعبي لا يفهم!!)
(أش1: 3). وقال عن النملة (اذهب إلى النملة أيها الكسلان. تأمل طرقها وكن حكيما.. تعد في الصيف طعامها، وتجمع الحصاد أكلها..) (أم6:6).
لا ننسى أيضًا المواهب العجيبة التي منحها الله للنحل..






رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
لكِ الأولوية في اهتمام الله بكِ
اهتمام الله بنوح
لأن اهتمام الجسد هو موت ولكن اهتمام الروح حياة وسلام
مفيش حب من غير اهتمام .. ومفيش اهتمام من غير حب
اين اهتمام الله


الساعة الآن 04:12 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024