رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قسوسيته دُعي الأسقف مليتيوس لحضور المجمع المسكوني بالقسطنطينية، فاصطحب معه الكاهن فلافيان Flavian، ووكل شئون الكنيسة بإنطاكية في يديّ شماسه القديس يوحنا، وفي أثناء انعقاد المجمع تنيح الأسقف مليتيوس فبكاه يوحنا بكونه أباه ومرشده. أجمع آباء إنطاكية على رسامة فلافيان (فلابيانوس) خلفًا له، وهذا بدوره قام برسامة يوحنا كاهنًا. يرىBaur أن القديس يوحنا سُيم كاهنًا في 26 فبراير سنة 386، حيث قال في أحدى عظاته على التماثيل، في منتصف مارس 378: [الآن هي السنة الثانية التي فيها أعظ لكم(15).] وقد سيم أسقفًا بعد 12 سنة من سيامته كاهنًا(16) سيم على يدي الأسقف فلافيان Flavian وليس أوغريس Evagruis كما ادعى سقراط(17) في كنيسة القديس بولس عام 386م، بعد خمسة أعوام في الخدمة الدياكونيَّة المملوءة ثمارًا، أحنى القديس ركبتيه أمام المذبح لكي توضع اليد عليه، يحمل موهبة الكهنوت، ثم يقوم ليقبله الأسقف وإخوته الشمامسة قبلة السلام! كان يومًا حافلًا اكتظت فيه الكنيسة بالمصلين، الكل تزاحم ليرى الكاهن الجديد الناسك المتعبد! لقد توقف بينهم لأول مرة يعظهم كأب يتحدث مع أولاده، فيطلب صلواتهم عنه، مقدمًا الشكر لله من أجل صنيعه معه، مادحًا الأسقف فلافيان، مذكرًا الحاضرين بالأسقف مليتيوس في غير إسهاب، خاتمًا حديثه بإعلانه عن الحاجة إلى صلواتهم حتى يبدأ خدمته الجديدة كما يليق في الرب. يليق بنا أن نقف قليلًا لتفهم "الوعظ" في عينيّ الكنيسة الأولى، أنه ليس وظيفة يمتهنها من درس البلاغة، ولا من حفظ نصوصًا من الكتاب المقدس أو تعلم شرحه، لكنه تربية، تنبع عن روح الأبوة التي يتسلمها الراعي في سرّ الكهنوت، فيمارسها الأسقف كأب يتحدث مع أولاده، ليس فقط الذين قبلوا الإيمان، بل يتحدث مع الجميع. عند الضرورة كان الكاهن يعظ، فالشماس يوحنا مع شهادة الكثيرين عن بلاغته وفصاحته وجاذبية شخصيته وقوة كتاباته، لم يعتل المنبر ليعظ إلا عند تقبله روح الأبوة برسامته كاهنًا. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس يوحنا ذهبي الفم ومن سمه |
نفي القديس يوحنا ذهبي الفم |
القديس يوحنا ذهبى الفم |
القديس يوحنا ذهبي الفم |
كتب القديس يوحنا ذهبى الفم |