![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() يسوع هو الرب (كيريوس) أيضاً. هذا لا يعني أنه لم يكن كذلك في السابق. فالجسر الذي وضعه لوقا يصحّ أيضاً للقب رب الذي يُنسب إلى يسوع مرات عديدة خلال حياته العلنية، ولكن بصورة خاصة بعد قيامته (لو 24: 3، 12؛ أع 1: 6). حين نعطي مثل هذا اللقب ليسوع، لا نكتفي بأن نقدّم له واحداً من أسماء الله الخفي، بل ندلّ على أن طابع سيادته قد تجلّى بدون معارضة بفضل تمجيده. الله جعل يسوع. تُدهشنا هذه العبارة. نبقى أمينين للنص، ولا نضخّم مضمونه ولا نقلّل منه. ليس بطرس وليس المسيحيون الأولون هم الذين اخترعوا مسيحانية يسوع (هو المسيح) وربوبيته (هو الرب والسيد). لا، لم يكن سر الفصح يوماً أسطورة يعظمون بها يسوع. فلوقا اهتم، منذ أولى صفحات إنجيليه، بأن يهيّىء العقول لهذا الإعلان العظيم. لا شك في أن يسوع تجنّب كلّ إعلان قاس، ليبعد كل التباس وكل تفكير سياسي يسبب تسامي السرّ المسيحاني الذي لا يدركه إلاّ الإيمان. ولكن يكفي أن نحلّل بدقة بعض النصوص الإنجيلية، لنكتشف في حياته نفسها علامات عن صفة التسامي التي تُعلَن هنا. وبطرس نفسه لمّح إلى الوجهة المسيحانية لأعمال يسوع. ومن جهة ثانية إنه لأكيد أن الأناجيل بوجهها الحالي، قد سبّقت في أخبار حياته العلنية على استعمال هذه الألقاب ولاسيّما لقب كيريوس (رب). إنها تنقل إلينا صدى الاجتماعات الليتورجية التي كانت تعيشها جماعات الرب الممجّد. فمن يرى في أع 2: 36 خلق جديدٍ جذري أو رفع يسوع إلى طبيعة لم يكن يمتلكها، يخطىء خطأً فادحاً. لا شك في أنه كان هناك توسّع ونموّ، ولكن هذا النموّ كان وعياً لحقيقة سابقة، لا خلقاً لشيء جديد. لم يكن المسيحيون الأوّلون يبنون إيمانأ تدريجياً بألوهية يسوع، بل كانوا يكتشفون حقولاً جديدة لإيمانهم. حين تذكّر التلاميذ حياة يسوع، فهموا أنها كانت مطبوعة كلها بالسر عينه. كان يسوع ابن الله في السر قبل أن يصبحه بالفعل على عيون الناس والملأ. |
|