
«ما لكِ يا أستير الملكـة؟ وما هي طِلبَتك؟
إلى نصف المملكـة تُعطى لكِ»
( أستير 5: 3 )
نلاحظ المُباينة بين هذا المشهد وما جاء في مرقس 6. فهناك ملك آخر وهو هيرودس الملك، يقول ذات الكلمات لابنة هيروديا: ”مهما أرَدتِ اطلبي مني فأُعطيكِ ... حتى نصف مملَكتي“. ولكن هيرودس تكلَّم بقلب مُشتعل برغبات أثيمة، وقد أجابته تلك الفتاة برغبتها في قتل يوحنا المعمدان، النبي والشاهد للمسيا الآتي. ويا له من تباين! فعواطف الملك أحشويرش تنجذب بالنعمة نحو امرأته، التي تأتي إليه بنفسها، وهو يُريدها، وله حقوق شرعية عليها. ومع أنه قد أهملها زمانًا، ولكنها عندما عادت إليه، بعد ثلاثة أيام من الصوم، وقد ظهرت على وجهها آثار الكَرب والآلام، استيقظت مسرَّته بها، وسعى قلبه للقائها، مانحًا لها كل شيء، وكان عليها أن تسأله فقط فتحصل على الفور على إجابة مؤكدة.
ونحن نكتشف أن الله من وراء كل هذه المشاهـد، وهو ـ تبارك اسمه ـ الذي يستخدم هذه القوة والسلطان لإظهار النعمة، لكي يُبرز طبيعته الخاصة، ويُحقق مقاصده. .