رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قوة الرب «أَخِيرًا يَا إِخوَتِي تَقَوُّوا فِي الرَّبِّ وَفِي شِدَّةِ قُوَّتِهِ» ( أفسس 6: 10 ) في أفسس 6: 10 يُوجه الرسول أولاً أفكارنا إلى القوة التي لنا قبل أن يَصف القوة التي ضدنا (ع12). ولمواجهة هذه الحرب فإنه يجب أن نتذكَّر دائمًا أن قوتنا هي في الرب «تَقَوُّوا فِي الرَّبِّ وَفِي شِدَّةِ قُوَّتِهِ». وفي أحيانٍ كثيرة تكون الصعوبة أن نتحقق أنه لا قوة في أنفسنا. إننا نحب أن نتعاظم في العدد، أو المواهب، أو بوجود بعض القادة الأشداء، ولكن قوتنا الحقيقية هي «فِي الرَّبِّ، وَفِي شِدَّةِ قُوَّتِهِ». إن القوة المُتجهة لحسابنا هي قوة فائقة جدًا، إذ إنها تتفوَّق كثيرًا على كل قوة تقف في مواجهتنا. وفضلاً عن ذلك فإن الذي له هذه القوة الفائقة هو بعينه الذي يمتلك الغِنَى «الَّذِي لاَ يُسْتقصـَى»، والذي يُحبنا محبة «فَائِقَةَ المَعرِفَةِ». في أزمنة غابرة، أُعدَّ جدعون لمعركة قيل له فيها «الرَّبُّ مَعَكَ»، ثم أتَاه التحريض «اذهَبْ بِقُّوَتِكَ هَذِهِ». كانت عائلة جدعون هي ”الذُّلَّى فِي مَنَسـَّى“، وكان هو نفسه ”الأَصغَرُ فِي بَيتِ أَبِيه“، ولكن ما الذي يعنيه مسألة فقر جدعون أو ضعفه، إذا كان الرب في غناه وفي قوته، هو له، وهو معه ( قض 6: 12 -15)؟ ولذلك ففي زمن تالٍ لتلك الحادثة، فإن يوناثان وحامل سلاحه أمكنهما مواجهة جيشًا عظيمًا بقوة الرب، إذ قال يوناثان: «لأَنَّهُ لَيسَ لِلرَّبِّ مَانِعٌ عَن أَن يُخَلِّصَ بِالكَثِيرِ أو بِالقلِيلِ» (١صم14: 6). كذلك نحن أيضًا في يومنا هذا، مع الفشل المُحيط بنا، والضعف السائد بيننا، والفساد الذي حولنا، فإننا نحتاج إحساسًا مُتجدِّدًا بمجد الرب، وقوة الرب، وغنى الرب، ومحبة الرب، ولنتبعه «فِي شِدَّةِ قُوَّتِهِ». إنه بعيدًا عن المسيح ليست لنا قوة. ولقد قال الرب: «لأَنَّكُم بِدُونِي لاَ تَقدِرُونَ أَنْ تَفعَلُوا شَيئًا» ( يو 15: 5 )، ولكن يقول الرسول: «أَستطِيعُ كُلَّ شَيءٍ فِي المَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي» ( في 4: 13 ). وحيث تُحفَظ أنفسنا فقط في شركة سريَّة مع المسيح، عندئذ نصبح قادرين أن نستفيد بالقوة التي فيه. ولذلك فإن كل قوى الشيطان تتجه نحو استبعاد نفوسنا بعيدًا عن التلامس مع المسيح، وهو يسعى كذلك أن يُبقينا بعيدين عن الشركة مع المسيح بالأعباء وواجبات الحياة. وهو يحاول أن يجعل من مصاعب الطريق التي نواجهها فرصًا لإحباط الروح وإضعاف النفس. وبدلاً من أن نسمح لهذه الأشياء جميعها أن تأتي بين نفوسنا والرب، فإننا نجدها مناسبة لنقترب بها جميعًا للرب، وسوف نتعلَّم كيف نتقوى في الرب، بينما نحن مُتيقنين بضعفنا. |
|