فلو عرفنا أنَّ ”حُب الله“ يخصُّ طبيعته الأزليَّة، لأَدركنا أنَّ الأمور التي جَرَى عملها في القديم، من جهة رَفْع الحيَّة النحاسية، ثم فكِّ رموزها برَفْع ابن الإنسان على الصليب التي بدأ المسيح هنا يطرحها في وعي الإنسان؛ قد سبق وتمَّ تجهيزها في المشورة العُليا الأزليَّة!...
يُلاحَظ أنَّ المسيح يتدرَّج من ”رَفْع الحيَّة“، إلى ”رَفْع ابن الإنسان“، إلى إرسالية ”الابن الوحيد“، تدرُّجاً من أسفل إلى أعلى. هنا أول استعلان عن ”أُبوَّة الله“. ويُلاحِظ القارئ أن التركيز هنا على ”الله كآب“، بالرغم أنَّ البَذْل واقعٌ على الابن... فعملية الخلاص تبدأ من الله (الآب) وليس المسيح، والجهد الشعوري وآثار ”البَذْل“، بل والتضحية الإلهيَّة، واقعة على الآب أكثر مِمَّا هي واقعة على الابن (رو 8: 32)]