منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 13 - 09 - 2021, 09:18 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 367,510

مثل الحنطة والزؤان (متى13/24-31)

مثل الحنطة والزؤان (متى13/24-31)

ما يمكن أن نتعلَّمه من خلال تأمُّلنا في مثل الحنطة والزؤان:

1- في عالمنا يختلط الرديء بالجيد: نعم! في عالمنا منذ بداية قصة التاريخ الإنساني ونحن نجد الرديء يختلط بالجيد، الحنطة مع الزوان، فنرى مثلاً في العهد القديم قايين مع هابيل (تكوين4/4-8)، ويهوذا الاسخريوطي وسط تلاميذ المسيح، بل أكثر من هذا في داخل نفوسنا حنطة وزؤانا، ولا غرابة في ذلك لأنَّ الانسان القديم موجود فينا إلى جوار الانسان الجديد، وهذان يتصارعان دائماً حتى يفعل الإنسان أحياناً ما لا يريده، "أَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ الصَّالِحَ الَّذِي أُرِيدُهُ، بَلِ الشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ" (رومية7/19)، و"لأنَّ الجَسَدَ يَشتَهي ضِدَّ الرّوحِ والرّوحُ ضِدَّ الجَسَدِ، وهذانِ يُقاوِمُ أحَدُهُما الآخَرَ، حتَّى تفعَلونَ ما لا تُريدونَ" (غلاطية5/17).

2- ليس من الصواب التَّسرع في الحكم على الآخرين وإدانتهم: أحكامنا على غيرنا سطحيَّة لأنَّنا لا نستطيع أن نغوص إلى عمق الأمور. واحد فقط يعرف الدواخل هو الله، الفاحِصُ الكُلَى والقُلوبِ، والذي يعرف كلّ شيء، الأمور مكشوفة أمامه، أمّا نحن البشر فيقول المسيح لنا "لا تحكُموا حَسَبَ الظّاهِرِ بل احكُموا حُكمًا عادِلاً" (يوحنا7/24). ويقول القديس بولس: "مَنْ أنتَ الذي تدينُ عَبدَ غَيرِكَ؟" (رومية14/4).


3- ما يزرعه الإنسان في الظلام سينكشف يوماً للعيان: "وفيما الناسُ نيامٌ جاءَ عَدوُّهُ وزَرَعَ زَوانًا في وسطِ الحِنطَةِ ومَضَى. فلَمّا طَلَعَ النَّباتُ وصَنَعَ ثَمَرًا، حينَئذٍ ظَهَرَ الزَّوانُ أيضًا". لقد زرع العدو الزؤان في الليل، في الظلام، في غفلة من الزمن كما يُقال، وهذا يُفسِّر ما قاله يوحنا "لقد أحَبَّ الناسُ الظُّلمَةَ أكثَرَ مِنَ النّورِ، لأنَّ أعمالهُمْ كانَتْ شِرِّيرَةً" (3/19). ولكنَّ الحقيقة أنَّه "لأنَّهُ ليس خَفيٌّ لا يُظهَرُ، ولا مَكتومٌ إلا ويستعلن" (لوقا8/17). صحيح قد ننجح في خداع البشر، ولا يرى الناس ما نفعله في الظلام، وهنا نجد أنفسنا أمام علامة الاستفهام التي تقول: "الغارِسُ الأُذُنِ ألا يَسمَعُ؟ الصّانِعُ العَينَ ألا يُبصِرُ؟" (مزمور94/9).

4- دعوة الله لنا أن نكون كالحنطة وليس كالزؤان: لنكن حنطة، زرعاً جيداً، والزرع الجيد كما قال الربُّ في تفسيره للمثل هم "بنو الملكوت". والمسيحي الحقيقي يعني أن يكون له الحياة الجديدة التي تحبّ الله وتكره الخطيئة، ويعني أن يكون الله في حياته متقدِّماً في كلِّ شيء، وأن يكون هو صاحب الكلمة العليا في كلِّ قراراته "لأنَّ كُلَّ الذينَ يَنقادونَ بروحِ اللهِ، فأولئكَ هُم أبناءُ اللهِ" (رومية8/14). لنكن حنطة. فمن الحنطة يُصنع الخبز المشبع والمفيد للإنسان، والمسيحيَّة الحقيقية إيمان وأعمال، إيمان يراه الله فينا فيبارك حياتنا، وأعمال صالحة يراها الناس في سلوكياتنا ومعاملاتنا ويُمَجِّدوا أبانا الذي في السماواتِ (متى5/16).

5- الربُّ طويل الأناة وكثير الرحمة: نعم! تغلي نفوسنا من نجاح الأشرار، وأعتقد أنَّنا لو أُعطينا السلطان لإبادتهم وإستئصالهم من الأرض لما تردَّدنا في ذلك لحظة واحدة، ولكنّا نطلب نار من السماء تنزل عليهم لتفنيهم، كما كان يريد يعقوب ويوحنا أن يحدث هذا مع السامرة التي رفضت قبول يسوع (لوقا9/55). لكنَّ الربّ في واسع مراحمه وطول أناته يقول: "دَعوهُما يَنميانِ مَعًا" (متى13/30). لأنَّ "الرَّبُّ رحيمٌ ورَؤوفٌ، طَويلُ الرّوحِ وكثيرُ الرَّحمَةِ (مزمور86/15). نعم! "إنَّ الربَّ لا يَشاءُ أنْ يَهلِكَ أُناسٌ، بل أنْ يُقبِلَ الجميعُ إلَى التَّوْبَةِ “(2بطرس3/9). كيف لا! وقد عبر عن أشواق قلبه في عودة الخطاة إليه في مثل الخروف الضال، وصورة الراعي وهو يفتش عليه هنا وهناك دون كلل أو ملل حتى وجده. وفي مثل الابن الضال كيف كان الأب في شوقٍ غامرٍ وحنين بالغ، يتطلَّع في كلِّ يوم إلى عودة إبنه، وكم كانت فرحته بلا حدود عند عودته إلى بيت أبيه.

6- الدينونة مؤكَّدة: من المؤكَّد أنَّه في النهاية سيفصل الله بين الحنطة والزوان، بين الأبرار والأشرار "ومَتَى جاءَ ابنُ الإنسانِ في مَجدِهِ وجميعُ المَلائكَةِ القِدِّيسينَ معهُ، فحينَئذٍ يَجلِسُ علَى كُرسيِّ مَجدِهِ. ويَجتَمِعُ أمامَهُ جميعُ الشُّعوبِ، فيُمَيِّزُ بَعضَهُمْ مِنْ بَعضٍ كما يُمَيِّزُ الرّاعي الخِرافَ مِنَ الجِداءِ، فيُقيمُ الخِرافَ عن يَمينِهِ والجِداءَ عن اليَسارِ. ثُمَّ يقولُ المَلِكُ للذينَ عن يَمينِهِ: تعالَوْا يامُبارَكي أبي، رِثوا الملكوتَ المعَدَّ لكُمْ منذُ تأسيسِ العالَمِ... ثُمَّ يقولُ أيضًا للذينَ عن اليَسارِ: اذهَبوا عَنِّي يامَلاعينُ إلَى النّارِ الأبديَّةِ المُعَدَّةِ لإبليسَ ومَلائكَتِهِ" (متى25/31-41). نعم! لا بدَّ أن يُلقى القبض على الشرِّ، ويوضع في قفص الاتهام، ولا بدّ أن يُحكَم عليه بالإعدام "لأنَّ الرَّبَّ يَعلَمُ طريقَ الأبرارِ، أمّا طَريقُ الأشرارِ فتهلِكُ" (مزمور1/6). نعم! قد لا تكون النهاية سريعة أو عاجلة لكنَّها مؤكَّدة فمكتوب "وكثيرونَ مِنَ الرّاقِدينَ في تُرابِ الأرضِ يَستَيقِظونَ، هؤُلاءِ إلَى الحياةِ الأبديَّةِ، وهؤُلاءِ إلَى العارِ للِازدِراءِ الأبديِّ" (دانيال12/2).
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ما هو معنى مثل الحنطة والزوان؟
مثل الحنطة والزوان (24:13-30)
مثل الحنطة والزوان
الحنطة والزوان
مثل الحنطة والزوان


الساعة الآن 04:57 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024