مقالة جديدة للرائعة فاطمة ناعوت بعنوان "هالة.. والتطاول على الرئيس!"
\
الشاهدُ أن «الشيخ» وجدى غنيم لم يُقصِّر فى ترهيبنا من مَغبّة انتقاد الرئيس. ومن ثم فليس لنا بعد اليوم حُجّة، نعلّل بها رعونتنا إن سوّلت لنا نفوسُنا «المريضةُ» أن نفتح فمَنا. قال إن مَن يُعارضون مرسى ليسوا سوى: «صراصير وفيران». وما للصراصير والفئران سوى الضرب؟! ولذا فاللومُ على «المتبجحين» الذين يظنّون أنفسَهم مواطنين أحراراً فى وطن حرّ، قام بثورة ضد الشمولية، ومن حقّهم تقويم الحاكم، كما يليق بمجتمع ديمقراطى مثقف! لن نتعاطف معهم وإن تعلّلوا بحُجج واهية مثل أن الرئيس «ذات نفسه» قال، «وهو يفتح قميصَه»؛ كأنما يفتحُ قلبَه ليسع كلَّ المصريين: «إن أخطأتُ فقوّمونى!»، مقتدياً بأبى بكر الصدّيق. أولاً لأن الأرضَ لن تأتى بأبى بكرٍ جديد، فقد ولّى عصرُ الحكّام الصالحين. وثانياً لأنه مَن الغباء أن تُطالِب مرشّحاً بأن ينفّذ ما قاله وهو يستجدى صوتَ الناس فى حملة انتخابية، لأن جلال عامر قال: «يا مصدّق مرشّح أيام الانتخابات، يا مصدق عريس أيام الخطوبة. عيبٌ أن نُذكّر الرئيس كل شوية بوعده أن يكون أباً لكل المصريين، وقلّة أدب أن نطالبه بأن ينسى ولاءه لجماعة الإخوان! وبالرغم من «تحذير» غنيم الشهير، فإننا ما زلنا نرى «فئة قليلة مندسّة» من المعارضة، (جارى ضربهم وتهشيم سياراتهم كما حدث مع خالد صلاح). أولئك، غيرُ الناضجين سياسيا، ينتمون للمدرسة الفاشلة التى ترى أن «المعارضةَ» أساسُ استقرار أيّة ديمقراطيّة، لأنها رُمّانة التوازن، خاصةً فى مجتمعات رخوة، تتشكل فيها فوراً فِرَقُ «مطبلاتية وزمّارين»، يزحفون من الجحور فور استواء الحاكم فوق الكرسى، لكى يؤدوا، بكل إخلاص، دورَهم المنذورون له منذ خُلقوا، فى التهليل والتصفيق: «عاش الملك!» لهذا لن تجدَ الفنانةُ «هالة فاخر» أى تعاطفٍ معها فى الشارع المصرى، حين خرج واحد اسمه خالد عبدالله على قناة «الناس»، ليسخر من حجابها قائلا: «ممثلة تحط طرحة على راسها فتفتكر إنها بقت محترمة، محدش رباها، شوفوا قلة الأدب، لو أيام مبارك كانت خدت بالجزمة على دماغها، سواقط، توافه، هتعرفيه غصبن عن اللى خلفوكى، سماجتكم وقلة أدبكم، قفشتى، خلى عندكو دم، العِشَنَّق ذو القفا العريض، أراحنا الله من أشكالكم» (لا يُدهشنْك أنه ينتقد مطبلاتية مبارك، ثم يُطبّل لمرسى!) صحيحٌ أنها لم تقل عن مرسى أكثر من: «معرفوش، هو فيه حد كان يعرفه قبل كده؟!» وربما قال «أريبٌ»: «معها حق مكناش نعرفه!»، ونرد عليه بأنه «منذ أصبح رئيساً»، فقد صار زعيماً عظيماً ذا تاريخ نضالى طويل، نال بسببه أرفعَ الأوسمة. وصار مُفجِّرَ الثورة، ومُنقذنا من براثن الماضى اللعين!» يعيش المرسى، بطل الحرب والسلام، وصاحب الضربة الجوية فى حرب أكتوبر. وفى الأخير، لا يفوتنى أن أبارك خروج قاتل «فرج فودة» من السجن، وعودة الشيخ وجدى لمصرَ، بعدما عفا عنهما، وعن سواهما، الرئيسُ المُفدَّى.
المصدر : الوطن