فلسفة المسيحية فى الاستشهاد

[Mary Naeem]

تحتفل الكنيسة القبطية الارثوذكسية فى 11سبتمبر الموافق الاول من شهر توت فى كل عام بذكرى شهدائنا الذين لم يحبوا حياتهم فبذلوها حتى الموت من اجل محبتهم فى الملك المسيح ...
لذلك تكرمهم الكنيسة فتجعل مستهل عامها هو هذه الذكرى العطرة ,
فتقيم الاحتفالات تكريما لشهداء المسيحية , الذين كانت دماؤهم طريقا بدأت به المسيحية منذ فجرها
تشق طريق الخلاص للعالم وقد حملت من دم المخلص الاعظم على الصليب راية البذل
لاجل كلمته ...
تقام الاحتفالات تكريما لهم , وتخليدا لذكراهم , وتبركا بسيرتهم ,
ايمانا من الكنيسة والمؤمنين بفاعلية شفاعتهم كما قال الرسول بولس "كذلك نحن ايضا اذ لنا سحابة من
الشهود مقدار هذه محيطة بنا , لنطرح كل ثقل والخطية المحيطة بنا بسهولة, ولنحاضر
بالصبر فى الجهاد الموضوع امامنا - عب 12 :1 .
اننا نحتفل بهم لاننا فى حاجة دائما لتذكر بطولاتهم وفضائلهم كما قال الكتاب "انظروا
الى نهاية سيرتهم وتمثلوا بايمانهم "....
والكنيسة فى حرصها على ذلك , انما تقدم لآبنائها قصة المسيحية المبكرة فى ابهى صورة لها حينما قدم المسيحيون ذواتهم نماذج للحب والبذل والايمان والاحتمال , ومحبة الاعداء وكل فضيلة ....
بل انها تقدم لهم قصة الكرازة بالانجيل للعالم اجمع , وللخليقة كلها ,
معلمة اياهم ان الايمان المسيحى انتشر بشهادة الدم والقدوة اكثر من انتشاره بالوعظ والتعليم ..
وهى حينما تفعل ذلك , وتقدم نماذج من سير الشهداء وقصص بطولاتهم وتضحياتهم
وروحانياتهم , انما تفعله كعزاء للمؤمنين , وتبكيتا لهم على تراخيهم حينما يعقدون
المقارنات بين انفسهم وبين من احبوا الرب اكثر من ذواتهم .
اننا عندما نتكلم عن الشهداء ,
فانما نكشف عن فلسفة المسيحية فى الاستشهاد
هذه الفلسفة التى جعلت الموت هينا فى سبيل الحب فى المسيح الذى احبنا اولا .
فليضىء نوركم هكذا قدام الناس
مت 25 34
وكل سنة وانتم طيبيين