إن توكيد العلاقة الوثيقة بين الكنيسة والملكوت لا يعني بالطبع نسيان أن ملكوت الله، حتى من منظوره التاريخي، لا يمكن تشخيصه بالكنيسة في حقيقتها الاجتماعية المرئية. فلا يمكن بالطبع استبعاد “عمل المسيح والروح القدس خارج الحدود المرئية للكنيسة”[74] لذلك فمن الواجب الأخذ في الاعتبار أن “الملكوت يخص الجميع: الأشخاص والمجتمعات والعالم بأثره. والعمل من أجل تحقيق هذا الملكوت يعني الاعتراف بالديناميكية الإلهية والعمل على تحقيقها فهي حاضرة في التاريخ البشري وتقوم بتحويله. وبناء الملكوت يعني العمل على التحرر من الشر في كل صيغة. وباختصار فإن ملكوت الله هو إظهار وتحقيق مرسومه الخلاصي في كل ملئه”