رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فلا ريب ولا أشكال في أنه نظراً الى طبيعتنا الإنسانية المفسودة بالخطيئة. ربما لا توجد فضيلةٌ يعسر علينا وضعها بالعمل بأتقانٍ أكثر من فضيلة الأتضاع، كما يقول القديس غريغوريوس نيصص. ولكن لا مناص لنا منها، لأننا لا نستطيع أن نكون أولاداً حقيقيين لمريم البتول أن لم نكن متواضعين. ولذلك يقول القديس برنردوس:" فأن كنتَ يا هذا لا تقدر أن تماثل بتولية العذراء المتواضعة، فماثلن قلما يكون تواضع هذه البتول". لا سيما لأن هذه الأم الإلهية ترفض المتكبرين ولا تحب الا المتواضعين كقولها: من كان صغيراً فلينجح إليَّ: وقال ريكاردوس: أن مريم تحمينا تحت بيرق التواضع: وهذا عينه أوضحته البتول المجيدة نفسها للقديسة بريجيتا قائلةً لها: فاذاً أنتِ أيضاً يا أبنتي هلمي وأستظلي تحت ذيل برفيري الذي هو برفير تواضعي: ثم قالت لها أيضاً:" أن التأمل في أتضاعي هو وشاحٌ جليلٌ جميلٌ، ولكن من حييث أن مجرد تفكر الإنسان في الوشاح لا يدفئه، من دون أن يلتف هو بالوشاح عينه ليستدفئ، فهكذا لا يفيد مجرد التفكر في تواضعي من دون ممارسة هذه الفضيلة بالعمل، فاذاً ألبسي يا أبنتي هذا الوشاح". فبالحقيقة أن الأنفس المتواضعة هي عزيزةٌ جداً على قلب هذه السيدة، وعن ذلك كتب القديس برنردوس قائلاً: أن البتول القديسة تعرف جيداً الذين يحبونها، وهي تحبهم، مستعدةٌ لأسعاف الذين يستغيثون بها، خاصةً أولئك الذين تلاحظهم مقتدين بنموذجات فضيلتي عفتها وتواضعها العظيمتين: ولهذا يحرض القديس المذكور محبين مريم كافةً على أن يكونوا متضعين بقوله: تمسكوا بهذه الفضيلة أن كنتم تحبون مريم: فالأنبا مارينوس أو مرتينوس اليسوعي قد كان حباً بالبتول المتواضعة يكنس الدير الذي كان هو قاطناً فيه، ويغسل أمكنة الحماة من أوساخها. فلأجل ذلك ظهرت له يوماً ما هذه الأم الإلهية (كما يورد الأب نيارامبارك في كتاب حياته) وكأنها قدمت له الشكر على هذا العمل قائلةً له: أنها لعزيزةٌ لدي جداً تصرفات تواضعكَ هذه المصنوعة منكَ حباً بي:* فاذاً أنا لا يمكنني يا ملكتي أن أكون أبناً حقيقياً لكِ، ألم أكن متواضعاً. ولكن أما تنظرين أن خطاياي بعد أن صيرتني ناكر الجميل نحو سيدي، قد جعلتني متكبراً أيضاً. أواه يا أمي فأنتِ داوي سقمي، وأستمدي لي بأستحقاقات تواضعكِ النعمة في أن أصير متضعاً، وهكذا أعود أبناً لكِ آمين.* |
|