رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إبراهيم .. "إبراهيم خليلي" (إش 41: 8) ما هو الدين في كلمة واحدة؟!!.. هذا هو السؤال الذي اختلفت إجابات الناس عليه في كل جيل وعصر، ومن ثم نشأت الأديان المختلفة المتعددة في كل مكان وزمان؟!!.. وقد أغرق الإنسان في العصور القديمة بحثاً عن الله حتى وصل إلى الحال التي قيل فيها: "إنه وجد الله في كل شيء إلا الله نفسه".. أو في لغة أخرى: إنه تاه في طريق البحث عن الله، وبينما هو يظن أنه عثر عليه، كان غارقاً في الظلام أسير الوهم والضلال والوثنية والتعاسة والشرود الأبدي.. وفهم الدين فهماً خرافياً معكوساً مقلوباً بالتمام،.. فالدين عنده هو اتجاه الإنسان إلى الله، والتقرب منه فزعاً ورهبة وخوفاً وزلفى، مما جعله يعيش وهم يتخيل الطقوس والفرائض والوصايا التي يتحتم عليه أن يتممها لكي يصل إلى الله ويقترب منه،.. مع أن لب الدين وجوهره لا بحث الإنسان عن الله، بل بحث الله عن الإنسان، وليس اقتراب الإنسان من الله، بل اقترب الله إلى الإنسان، وليست هذه هي الحقيقة الجديدة الطارئة على فهم الإنسان في العهد الجديد، بل هي الحقيقة العظيمة القديمة التي فهمناها من السطور الأولي في العهد القديم في الكتاب المقدس، ففي الوقت الذي اختبأ فيه آدم وامرأته من وجه الرب الإله في وسط شجر الجنة، سمعا صوته ماشياً ينادي عند هبوب ريح النهار، قائلاً لآدم: "أين أنت؟!!".. وعندما غرق العالم في دياجير الظلام والوثنية بعد الطوفان، وأراد الله أن يحفظ الدين الحقيقي سعى هو إلى رجل في الأرض، قبل أن يسعى هذا الرجل إليه، وأنشأ علاقة بالرجل، قبل أن ينشيء الرجل هذه العلاقة معه، وجاء الدين في كلمة واحدة هي كلمة الحب"،.. ولعله مما يدعو إلى العجب كل العجب، أن الله هو يفرق على لسان إشعياء بين الوثنية والدين الحقيقي قال: "نظرت الجزائر فخافت أطراف الأرض وارتعدت. اقتربت وجاءت. كل واحد يساعد صاحبه ويقول لأخيه تشدد، فشدد النجار الصائغ. الصاقل بالمطرقة الضارب على السندان قائلاً عن الألحام هو جيد. فمكنه بمسامير حتى لا يتقلقل وأما أنت يا إسرائيل عبدي يا يعقوب الذي اخترته نسل إبراهيم خليلي الذي أمسكته من أطراف الأرض ومن أقطارها دعوته وقلت لك أنت عبدي اخترتك ولم أرفضك".. وهل لا يتعجب المرء أن الله وهو يصف العلاقة بإبراهيم يقول: "إبراهيم خليلي".. وكأنما الله يعتز بهذه الصداقة ويفاخر بها،.. أجل.. لو جاء هذا القول منسوباً إلى إبراهيم لما بدا غريباً أو عجيباً إذ هو فخر الصعلوك بالملك، وفخر من هو لا شيء بمن هو كل شيء،.. لكن أن يأتي معكوساً ومن الله ذاته، فهو العجب كل العجب، وهو الدين في صحته وعمقه وحقيقته، خطوة الله إلى الإنسان، وعلاقة الله بالإنسان، علاقة الحب والمودة، وهو إن شئنا الدقة حقيقة المفهوم المسيحي لمعنى الدين في كلمة "الحب" "الصداقة مع الله" |
|