رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كانَ في إِحدى المُدُنِ شابٌّ غَنِيٌّ أَرادَ أَنْ يَتْبَعَ السَّيِّدَ المَسيحَ. فتَرَكَ كُلَّ شيءٍ، وباعَ ما يَمْلِكُ ووَزَّعَها على الفُقراءِ والمُحتاجين، وذَهَبَ إِلى إِحدى الأَديُرَةِ القَديمَةِ القَريبَةِ من المَدينَةِ ليَتْبِعَ السَّيِّدَ المَسيحَ مُكَرِّسًا حياتَه للصَّلاةِ والتَّأمُّل. فَسَأَلَ الشَّابُ رئيسَ الدَّير، وهو راهِبٌ جليلٌ وقورٌ حَكيمٌ طاعِنٌ بالسِّنِّ له خِبْرَةٌ طويلةٌ في الصَّلاةِ، وسأَله عنِ الصَّلاةِ وكيفَ يَستَغْرِقُ الإِنسانُ في الصَّلاةِ معَ الله، فأَجابَ الرَّاهِبُ الجليلُ وقال: "إِسمَعْ هذا المَثل: كانَ هُناكَ تِمثالٌ من المِلحِ يَتَساءَلُ عَن نَفْسِه ويَقول: "مَن أَنا؟" كيفَ أَعيش؟ وما الفائِدَةُ مِنِّي؟". ووَصَلَ التِّمثالُ يومًا إِلى البَحرِ، فسأَلَ البَحرَ: "مَن أَنتَ؟" فأَجابَ البَحرُ: "أَنا البَحرُ. وأَنتَ مَن تَكون؟ فقالَ تِمثالُ المِلحِ: "أَنا لا أَعرِفْ. أَنا مُجَرَّدُ تَمثالٍ من المِلحِ". فقالَ البَحرُ: "أَتُريدُ أَنْ تَعْرِفَ نَفْسَكَ أَكثَرَ؟". فَقالَ تِمثالُ المِلحِ: "نعم، بالتَّأكيد". فقالَ البَحرُ: "تَعالَ وٱدخُل فِيَّ". فَبَدَأَ تِمثالُ المِلحِ بالدُّخولِ في البَحرِ وأَخَذَ يَذوبُ رويدًا رويدًا إِلى أَنْ ذابَ تَمامًا، وصارَ ماءَ البَحرِ مالِحًا. عِندها قالَ التَّمثالُ: "الآنَ عَرَفْتُ مَن أَنا وما الفائِدَةُ مِنِّي...". ثُمَّ نَظَرَ الرَّاهِبُ الجليلُ إِلى الشَّابِ الغَنِيِّ وقال له: "أَدْخُلْ في اللهِ وذُبْ في اللهِ، وعِندها سَتَعْرِفُ معنى الصَّلاةِ وما مَعنى وجودِكَ". |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تذكر ان الحياة السعيدة تبدا بالله وتنتهى بالله |
أن تؤمن بالله هو هذا: الإيمان بالالتصاق بالله العامل |
أنت قوي بالله |
هل تؤمنون بالله والمسيح؟ أليس هذا شركًا بالله؟ |
ثِق بالله |