13 - 08 - 2012, 10:27 PM
|
|
|
..::| مشرفة |::..
|
|
|
|
|
|
[ أن كان لكم إيمان مثل حبة خردل تقولون للجبل انقلع وانطرح في البحر فيكون – مت17: 20
نحن نملك إمكانية نقل الجبال... وأن كانت المسيحية لا تدعو للحركات التظاهرية البهلوانية كي ننقل كل يوم جبلاً، ولكن نحن نملك إمكانية نقل الجبل. لنا أن ننقل جبال الكراهية من على قلوبنا وقلوب الآخرين: بالمسيح الموجود فينا. نحن لا نملك ذهباً ولا فضة ولكن نقول للأعرج [ باسم يسوع قم وامشِ ] فتتشدد قدماه ويطفُر. وليس في الكنيسة أعرج بل كلهم يجرون ويطفرون، وليس بالكنيسة شلل بل نمد الأيدي المرتخية ونُشددها، وليس بالكنيسة عمى بل المولود أعمى نفتح له عينيه.
بهذه القوة الجبارة الداخلية يخرج شبابنا وأطفالنا ليتحدوا إغراءات العصر ... الكنيسة كلها في شبانها وشباتها بروح المسيح الساكن فيهم [ طاهرة كالشمس، مُشرقة كالصبح، جميلة كالقمر، مُرهبة كجيش بألوية ] (نش6: 10)...
بقوة المسيح فينا نُنفذ وصية المسيح. وصية الرب صعبة (أحبوا أعدائكم باركوا لاعنيكم) لأن الرب هو الذي يُنفذها وحده فينا. قبل أن يعطينا الوصية أعطانا ذاته. لذلك أقول مع الرسول : [ أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني ] (في4: 13).
وصية الديانات القديمة كاليهودية (وغيرها) معقولة للإنسان البشري، اما وصية الإنجيل فهي ليست في قدرة الإنسان العادي بل في قدرة الله، والإنسان الحي بالمسيح الساكن فيه .وصية الإنجيل صعبة للإنسان العادي، ومُحببة وسهلة للإنسان الحي بالمسيح ...
روح المسيح الساكن فينا له القدرة على محبة الأعداء، روح المسيح جعل استفانوس يُصلي لراجميه - ليست هذه إمكانية بشرية بل هي نفس كلمات المسيح على الصليب – نطق بها على لسان استفانوس ] (للمتنيح أبينا القديس القمص بيشوي كامل - عن كتاب ذبيحة إيماننا طبعة 1985 في ذكرى نياحته - إصدار كنيسة السيدة العذراء محرم بك - الإسكندرية)
فما أسهل أن نلعن لاعنينا ونغضب ونثور وننتقم، وما أيسر أن نُجازي شراً بشر، وما أسهل أن نأخذ عيناً بعين وسناً بسن، ولكن ما اصعب ان نحب أعداءنا، وما اصعب أن نُبارك لاعنينا، وما اشدها صعوبة أن نغفر لكل من أساء إلينا، ويا لصعوبة أن نُصلي من أجل مضطهدينا وقاتلينا، وما اشدها مرارة ان نقبل سلب أموالنا بفرح !!!
فكل هذا لا يقدر عليه سوى من له روح المسيح ومن يحيا بقوة قيامة يسوع !!! هذا هو المسيحي وهذه هي المسيحية، فإمكانياتي ليست بشرية بل إلهيه في المسيح الذي يقويني معلناً مجده في داخلي: وأما أنتم فلستم في الجسد بل في الروح أن كان روح الله ساكناً فيكم ولكن أن كان أحد ليس له روح المسيح فذلك ليس له – رومية8: 9
|