كما كان التلاميذ في حالة اضطراب وخوف كذلك حالتنا في عالمنا المعاصر. نحن محاطون بمخاطر عديدة مثل خطر وباء الكورونا المستجد وخطر الحرب العالمية الثلاثة وخطر الاسلحة النووية التي تهدِّد البشرية بأسرها، وهناك امراض لا دواء لها ولا شفاء، وهناك الجوع والزلازل والفيضانات والحرائق... وإزاء كل هذه المخاطر والصعوبات يناشدنا يسوع قائلا "لا تَضْطَرِبْ قُلوبُكم. إنَّكم تُؤمِنونَ بِاللهِ فآمِنوا بي أَيضًا" (يوحنا 14: 1) واعطاهم رؤية شاملة في ظل الحق الإلهي. فحالتنا على الأرض ما هي الا مقدمة لحياة ابدية سعيدة في حضرة الله ونعيمه. في بَيتِ أَبي مَنازِلُ كثيرة ولَو لم تَكُنْ، أَتُراني قُلتُ لَكم إِنِّي ذاهِبٌ لأُعِدَّ لَكُم مُقاماً؟ (يوحنا 14: 2). ويعلق القدّيس خروماتيوس أسقف أقيلا: "يقول يسوع عن نفسه إنّه الطريق، لأنّه يقودنا إلى الآب؛ وأنه الحقّ، لأنّه يدين الكذب؛ وأنه الحياة لأنّه يدين الموت..."فأَينَ يا مَوتُ نَصْرُكَ؟ وأَينَ يا مَوتُ شَوكَتُكَ؟" (1قورنتس 15: 55) (العظة 17، الثّانية للعشيّة الفصحيّة).