“كلمة نسل تدلّ على شخص فرد، وهذا الشخص سيسحق الشرّ، ولكنّ الشرّ سيؤلمه حين يصيبه بجروح، حين يعضّه. أمّا المرأة فهي تمثـِّل البشريّة. أجل إنّ الخلاص لا يأتي مباشرة من السماء، بل يحتاج إلى مشاركة البشر. والمخلّص المنتظر يكون ابن البشريّة وابن المرأة. وعندما يأتي ملء الزمان، نفهم أنّ المرأة شخص فرد. إنّها مريم التي تشارك ابنها في صراعه مع الشرّ. إنّها البشريّة المخلّصة تشارك مسيحها في عمل الخلاص. نسل المرأة يخلّصنا، والمرأة تمثـِّل البشريّة الخاطئة. ولكنّ هذه البشريّة تحمل بذار القداسة، ومن هذه البذار ينبت المخلّص. وهنا تبدو مريم عظيمة لأنّها تمثـِّل البشريّة العائشة في ضيق والمنتظرة ساعة الخلاص. مريم هي “المرأة” في عرس قانا الجليل وعند الصَّليب، وهي صلة الوصل بين يسوع وتلاميذه. مريم هي حوّاء الجديدة وأمّ الأحياء، لأنّ ابنها يسوع هو حياة العالم”.
فقول يسوع لأمّه: “يا امرأة” هو للتأكيد أنّ مريم هي حوّاء الجديدة وانّها تمثـِّل البشريّة التي تشارك المسيح في خلاص العالم.